بدأت بنجلاديش في التعافي، اليوم، بعد مرور إعصار "محاسن" الذي خلف 14 قتيلا وأضر بآلاف المنازل على طول السواحل، لكنها اعتبرت نفسها محظوظة لأن الخسائر لم تكن أكثر جسامة. وأحصت السلطات حتى الآن 14 ضحية لقوا مصرعهم بسبب الإعصار، الذي اجتاح السواحل برياح بلغت قوتها 100 كلم في الساعة، لكنه ضعف حتى أصبح عاصفة استوائية وبات متوجها إلى الهند. وعثرت سلطات بنجلاديش أيضا عن جثث 25 مسلما من أقلية الروهينجيا القادمين من بورما، واعتبروا في عداد المفقودين، بعد غرق مركبهم الاثنين عندما كانوا يحاولون الفرار قبل وصول الإعصار. وبين القتلى عشرون طفلا، وقد عثر على جثثهم على شاطئ قرب الحدود. لكن الارتياع عم رغم ذلك بورما وبنجلاديش، وهما بلدان يعرفان جيدا ما يمكن أن يخلفه إعصار عنيف. وقد تسبب الإعصار "سيدر" في نوفمبر 2007 في مصرع 3300 شخص وفقدان 800 ونزوح 8.7 ملايين في بنجلادش، في حين أسفر الإعصار "نجرس" الذي اجتاح دلتا إيراوادي في بورما في 2008 عن مصرع وفقدان 138 ألف شخص. وأعربت رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة عن "امتنانها إلى الله العلي القدير" غداة مرور "محاسن"، ودعت سكان هذا البلد الإسلامي إلى "إقامة صلوات الشكر" كما قال الناطق باسمها عبد الكلام أزاد. وتم إجلاء مليون شخص من المناطق القريبة من البحر، وخصوصا منطقة شيتاجونج وكوكس بازار من باب الاحتياط، وعاد معظمهم الجمعة إلى ديارهم. لكن 15 ألف منزل تضررت من الإعصار، كما قال سراج الإسلام المسؤول على منطقة نواخالي، موضحا أن القرويين والصيادين المقيمين في مصب نهر مغنا هم الأكثر تضررا. وقال المسؤول المحلي نور الأمين "إننا الآن نقيم الخسائر، أرسلنا مسؤولينا على الأرض وستكون لنا نظرة كاملة على الوضع مع غروب الشمس". وفي بورما، أفادت وسائل الإعلام الرسمية أنه تم إجلاء 70 ألف شخص من مخيماتهم وقراهم في ولاية راخين القريبة من الحدود.