رحلت السلطات الإسرائيلية فجر اليوم 127 مهاجرا غير شرعي، من السودانيين الجنوبيين، يشكلون دفعة أولى من آلاف المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين سيتم إبعادهم. وأقلت طائرة أقلعت من مطار بن جوريون المهاجرين، الذين بينهم نساء وأطفال، بحسب موقع صحيفة معاريف الإسرائيلية. وحصل المهاجرون، الذين وافقوا طواعية على مغادرة إسرائيل، على مبلغ قدره ألف يورو لكل بالغ و400 دولار لكل طفل. وقالت وزارة الداخلية إن السلطات الإسرائيلية تواصل حملة اعتقال المهاجرين غير الشرعيين وغالبيتهم من جنوب السودان التي أطلقتها قبل نحو أسبوع باعتقال أكثر من 300 مهاجر جنوب سوداني تمهيدا لترحيلهم بينما وافق أكثر من 500 آخرين على الرحيل طواعية. وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت ترحيل 1500 مهاجر جنوب سوداني ونحو 2000 مهاجر من ساحل العاج عقب تلقيها الضوء الأخضر من محكمة إسرائيلية. وكانت المحكمة قد رفضت الأسبوع الماضي التماسا قدمته منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان ضد إلغاء وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي في يناير الماضي سياسة قديمة توفر للاجئين الجنوب سودانيين "حماية جماعية" أو "حماية مؤقتة" بما يمنع ترحيلهم. وتشير أرقام الداخلية الإسرائيلية إلى أن 62 ألف مهاجر غير شرعي دخلوا إسرائيل منذ 2006 قادمين خصوصا من السودان وجنوب السودان وإريتريا. وقبل مغادرة الطائرة المتجهة إلى جوبا، حمل مهاجر جنوب سوداني لافتة بالعبرية تقول "شكرا على كل شيء.. شكرا لإسرائيل". وفي 23 مايو شارك آلاف الإسرائيليين في تظاهرة في تل أبيب هاجموا خلالها متاجر يملكها أفارقة، ورشقوا سيارات تقل مهاجرين بالحجارة، واعترفت الحكومة الإسرائيلية رسميا بدولة جنوب السودان في 10 يوليو الماضي. من جهته، أكد وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي رئيس حزب شاس الديني المتطرف بأن هذه الخطوة الأولى للترحيل كانت "ناجحة" مؤكدا أن هذه "البداية فقط لأنه يجب االدفاع عن مصالح دولة إسرائيل". كما التقط يشاي، الذي اتهمه جزء من المعلقين بشن حملة معادية للمهاجرين مبنية على أسس عنصرية، صورا بين المهاجرين السودانيين الجنوبيين المغادرين. وقال هاريل لوكر مدير عام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للإذاعة العامة، "تسلل 38 أجنبيا فقط إلى الأراضي الإسرائيلية خلال نهاية الأسبوع، وهذا أقل رقم منذ سنوات عديدة"، وأضاف "أوصلنا رسالة بأنه لا يوجد عمل في إسرائيل للمتسللين". من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته أمس، "عندما نريد طرد أولئك الذين يعيشون بيننا، يجب علينا فعل ذلك بطريقة إنسانية وفقا للقيم اليهودية". وتبني أسرائيل حاليا "جدار أمني" مواجها لصحراء سيناء بطول 250 كلم على طول الحدود المصرية، بهدف مكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية، إضافة إلى تسلل أفراد الجماعات المسلحة. ويوجد نحو مائتي عنصر إسرائيلي مسؤولين عن إيجاد المهاجرين غير الشرعيين من جنوب السودان وساحل العاج. وحتى الآن لا تستطيع إسرائيل ترحيل المهاجرين الأفارقة من جنسيات أخرى كالقادمين من إريتريا والسودان وهم غالبية المهاجرين غير الشرعيين بحسب متحدثة باسم وزارة الداخلية الأسرائيلية.