حدثت المعجزة والعبرة بالخواتيم.. من منا كان يتصور أن المنتخب الروسى بعد العرض الرائع الذى قدمه أمام التشيك والفوز الكبير الذى حققه برباعية سوف يغادر البطولة ويكون فى طريقه إلى موسكو؟ ومن منا كان يتصور أن المنتخب التشيكى بعد العرض الباهت والظهور بوجه شاحب والخسارة أمام روسيا برباعية سوف يصعد إلى دور الثمانية بل ويتصدر المجموعة الأولى؟ ومن فى اليونان كان يحلم بأن يفوز على المنتخب الروسى القوى فى ثالث المباريات ويصعد للدور التالى؟ ففى المباراة الأولى التى جمعت بين المنتخب اليونانى حامل لقب بطولة 2004 والمنتخب الروسى حامل لقب أول بطولة أقيمت لليورو فى فرنسا عام 1960، تحت اسم الاتحاد السوفيتى، استطاع البرتغالى فيرناندو سانتوس أن يحقق ما وعد به ويصعد إلى دور الثمانية، ويتخطى الفريق الروسى القوى، ورغم أن إحصائيات المباراة كلها تصب فى مصلحة ديك ادفوكات، المدير الفنى لروسيا، فإن هدف المباراة الوحيد الذى أحرزه كاراجونيس لاعب فريق بناثنايكوس كان كفيلاً بأن يقلب الأوضاع فى المجموعة رأساً على عقب، ولم تفلح محاولات الفريق الروسى بقيادة أرشافين ودزاجويف فى تعديل النتيجة، حتى بعد الدفع بالثلاثى بافليوتشينكو وبوجرنياك وإسماعيلوف من على مقاعد البدلاء، وذلك بفضل تألق الحارس اليونانى سيفاكس وأمامه الرباعى المتألق توروسيدس وباباستابلوس وكرياكوس بابادوبولوس وتزافيلاس، ويلاحظ أن ثلاثة منهم يلعبون فى الدورى الألمانى. وبالقراءة فى أوراق المباراة الثانية التى تحقق فيها للمنتخب البولندى الخروج من البطولة غير مؤسوف عليه باحتلاله المركز الرابع والأخير بين منتخبات المجموعة، حيث لم يقدم المدير الفنى سمودا ومجموعة اللاعبين المحترفين فى البوندزليجا وعلى رأسهم ليفاندوفيسكى وجاكوب بواشتشيكوفسكى وبولانسكى أى شىء يحمد لهم، حيث لم يحققوا الفوز أو على الأقل تقديم أداء مقنع وعرض طيب يعوض الجماهير مرارة الخروج من الدور الأول، وبدون شك فإن المنتخب التيشكى والمدير الفنى بيليك لم يسرقا المباراة وعلى الرغم من غياب روزيسكى أبرز لاعبى التشيك فإن وجود اللاعب بيلار مع كولار بديل روزيسكى بالإضافة إلى بيتر جيراسيك محرز الهدف خلف المخضرم ميلان باروش، استطاعت هذه المجموعة أن تؤمن للمنتخب التشيكى تحقيق الفوز واحتلال الصدارة والصعود بجدارة إلى الدور التالى. وقد ظهرت قمة التناقض فى هذه المجموعة من حيث البداية القوية ثم الأداء المتوسط ثم الهزيمة بل وتوديع البطولة وهو ما ينطبق على المنتخب الروسى، بينما على النقيض المنتخب التشيكى الذى بدأ بشكل ضعيف ثم حقق العلامة الكاملة فى المباراتين التاليتين، لتتأكد مقولة «العبرة بالخواتيم».