دخل إلى القصر أمس الأول بجسده الضخم، يمشى فاتحاً صدره فى غبطة، سلم على الرئيس مرسى، انتظر فلاشات الكاميرا أن تنتهى من مهمتها، رسم على شفتيه ابتسامة ثقة واسعة، قال بملء فيه للرئيس، كما نقل «مايك» الرئاسة: «شكراً يا معالى الباشا». هو حاتم بجاتو، جواز عبور الرؤساء إلى كرسى الحكم، فى الانتخابات الرئاسية لعام 2005، كان عضواً بأمانة لجنة الانتخابات، التى أتت بمبارك رئيساً للدولة عبر صناديق الاقتراع، هبت المعارضة وقتذاك تنقل صورا لتزوير الانتخابات، لكن بجاتو حامى الشرعية، انتفض بدوره قائلاً: «لا يوجد تزوير فى الانتخابات»، ليبدأ مبارك فى ولاية جديدة، لم تقطعها إلا ثورة الشعب فى 25 يناير منذ عامين. لم تقض الثورة على وجود ذى العوينات الطبية، بل صعّده المجلس العسكرى كأحد أعضاء اللجنة التى أشرفت على التعديلات الدستورية عام 2011، مستشار يعرف خبايا القانون جيداً. ما زال فى رأس الرئيس مرسى، مشهد يوم الإعلان عن نتيجة الانتخابات الرئاسية العام الماضى، وقتما كان بجاتو جالساً على المنصة، بين يديه أرقام نتائج الانتخابات، أُعلن فى وجوده عن كون محمد مرسى العياط هو رئيس جمهورية مصر القادم. خرج بجاتو وقتذاك فى تصريحات تقول «إذا قضت محكمة القضاء الإدارى بإعادة الانتخابات، فإنها لن تعاد لأن الإعلان الدستورى قضى بأنه لا يجوز الطعن على قرارات اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة». لم ينس مرسى تلك اللحظة، ولم تنس جماعة الإخوان ذلك الموقف، أمس الأول حين أعلن هشام قنديل عن أسماء الحقائب الوزارية التسع المعدلة، كان بجاتو وزيراً للشئون النيابية، تلك الشئون التى تحتاج لمخضرم كابن الإسكندرية المولود فى يناير 1961، والحاصل على ليسانس الحقوق عام 1982. تم ندب بجاتو للكويت من عام 1998 وحتى 2004، وفى عام 2005، عين مستشارا بهيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا، ثم رئيسا لهيئة المفوضين بالمحكمة عام 2008، ونائبا لرئيس المحكمة الدستورية العليا عام 2012، ثم عاد لمنصبه كرئيس لهيئة المفوضين، عقب تحديد الدستور لأعضاء المحكمة الدستورية العليا. بجاتو كان فى مرمى الصراع الإخوانى، هاجمته جريدة «الحرية والعدالة» لأسباب متعلقة بوجوده فى لجنة الانتخابات التى جاءت بمبارك، واتهموه بأنه من ضمن المساهمين فى تهريب الأجانب المتهمين فى قضية التمويل الأجنبى، بجانب العداوة بين الإسلاميين والمحكمة الدستورية، التى كان بجاتو نائباً لها. لكن قرار الرئيس، قلب الآية، حيث خرج عصام العريان مدافعاً عن القرار بقوله إن بجاتو قيمة كبيرة لمجلس الشورى، فيما يختص بالتشريعات، حيث يؤكد «بعض نصوص التشريعات التى تناقش قد يصيبها عوار دستورى وأبرزها قانون الانتخابات ومجلس النواب»، دائماً ما يحضر تبرير الكوادر الإخوانية، حاتم بجاتو جاء لمهمة محددة، نهضة الإخوان تبدأ بالقبض على مقاليد القانون.