حجر فضي اللون يسحق في "هون" نحاسي، مع خلطة من عرق الذهب والشابة وسكر النبات وجوزة الطيب، ثم يوضع الخليط في مكحلة أو زجاجة، هذه الخلطة تعرف ب"الكحل" وتستخدم في "سبت النور". تروى أم أميرة، ل"الوطن"، أن هذه العادة ورثتها من أمها وأجدادها وهي تبدأ بتجهيز الخلطة السابقة قبل بداية الأعياد المسيحية، وعندما يأتي يوم السبت يتسابق أهالي "حتتها" في مصر القديمة، حتى تقوم بتكحيل الكبار قبل الصغار، بشرط أن يكون في الصباح الباكر أثناء الشروق أو بعد صلاة العصر. الأطفال يعتبرون هذا الكحل بمثابة عجاب، لأنه يحرق العين، حتى أن بعض الأمهات تهدد الأبناء باستخدامها في حال ارتكابهم للأخطاء. تقول أم أميرة، 47 عاما، إن كحل سبت النور "عادة قديمة يمارسها من كان له أصول ريفية، فهم كانوا يضعون بأعينهم ما يسمى ب"الكحل الحراق"، وعرف بهذا الاسم لأن السيدة كانت تغرس أحد أصابعها في ماء البصل ثم تضعه في الكحل، ثم تفتح العين على اتساعها قبل وضع الكحل، الذي ينتج عنه فورا دموع غزيرة". وتضيف أم أميرة، أن "كحل سبت النور يجعل العين تنور طول السنة"، طبقا للاعتقاد الشائع، كما أنه "يعالج العين من أمراض كثيرة، فالرسول محمد كان يقوم بتكحيل عينه ويوصي به لما له فوائد للعين وإنبات الرموش"، على حد قولها. وجاء تعليق الكاتب والباحث المهتم بالمصريات، بسام الشماع، نافيا ارتباط الكحل بأي مناسبة في التاريخ الفرعوني القديم، موضحا أنها إحدى الإبداعات المصرية التي توارثتها الأجيال في التاريخ الحديث حتى أصبحت عادة فلوكلورية. ومازالت "أم أميرة" تمارس هذه العادة حتى الآن، حيث توافد عليها جيرانها وساكنات الحي صباح اليوم حتى "تُكحل" أعينهن.