كيف نقى أطفالنا الصغار من الإصابة بالأمراض المتكررة ومتى يتم استخدام المضادات الحيوية؟ يجيب د. شريف على عبدالعال، استشارى طب الأطفال بكلية الطب جامعة القاهرة، أمين عام مساعد الجمعية المصرية لطب الأطفال، ورئيس تحرير المجلة العلمية لطب الأطفال: إن الانطباع الشائع أن سنين الطفل الأولى دائماً لا بد أن تكون خالية من الأمراض ولابد أن يكون فى صحة جيدة وألا يتعرض إلى أى أمراض مزمنة أو ما شابه؛ لأننا دائما نحرص عليه ونربيه فى نظافة فائقة ولأننا نعقم الهواء الذى يتنفسه ونغلى الماء الذى يشربه ونغسل الأرض التى مشى عليها. ولكن الحقيقة المرة أن الطفل يصبح زبوناً دائماً فى عيادة الطبيب، وتكون الأم دائما قلقة على طفلها. فلابد أن نعرف سبب المرض وما هى العوامل المؤدية إلى العدوى. يتعرض الطفل دائما إلى ميكروبات كثيرة منها البكتيريا ومنها الفيروس، والاثنان قد يؤديا إلى نفس الأعراض، ولكن هما مختلفان مثل اختلاف الليل والنهار. هذا قد يصبح مسار اختلاف للمناقشة بين الأم والطبيب؛ فالأم حضرت إلى الطبيب ليشفى ابنها البارحة والطبيب بحسه يعرف أن الفيروس لا بد أن يأخذ دورته ولا يحتاج إلا إلى دواء بسيط. فالبكتيريا كائن ميكروسكوبى نستطيع التغلب عليه بالمضادات الحيوية ولكن البكتيريا تمثل فقط نسبة قليلة من أمراض الأطفال، فالنسبة الأكبر تذهب إلى الفيروس وهو كائن يدخل الجسم ويحتل الخلايا ويستعملها للتكاثر ثم يقضى عليها، هناك حوالى 100 نوع من فيروس البرد فقط وعشرات من فيروس المعدة مثلاً. فعندما يتعرض الطفل إلى ميكروب يتحايل الميكروب على مناعة الجسم ويتغلب عليها، ومن ثم يحتل الميكروب خلية فى الجسم ويستخدمها للتكاثر ويستطيع أن يهاجم خلايا أخرى. فيؤدى هذا الى موت الخلايا مما يؤدى إلى إحساس المرض. فمثلا إذا كانت خلايا فى الجهاز التنفسى العلوى يؤدى إلى أعراض البرد وحتى تكتمل المنظومة الميكروب يفرز سمومه فى الجسم فيزيد إحساس التعب والمرض. ولكن ماذا يكون رد فعل الجسم فى هذه الحالة، فيبدأ الجسم بإرسال أجسام مضادة وكيماويات إلى مكان الميكروب وتقوم بينهما مواجهة ويؤدى هذا إلى زيادة الإحساس بالتعب وارتفاع الحرارة. ولكن المذهل هنا أن مناعة الجسم تقرأ كود الميكروب وتخزنه فى ذاكرتها، فعندما يهاجم الميكروب الجسم مرة أخرى تستطيع المناعة مقاومته والتغلب عليه وهذا هو أساس تصنيع التطعيمات، ولكن للأسف الأطفال لم يتعرفوا بعد على كود الميكروبات لأننا نخاف عليهم ونحافظ عليهم من الهواء ونربيهم فى قوقعة معقمة، فعندما يتعرض إلى ميكروب لا يوجد أى كود له فى مناعته يتغلغل داخله وينتشر؛ أى أن كثرة مرض الطفل تزيد من مناعته. فبالتالى طبيعى أن يمرض الطفل ما بين 8 و12 مرة سنويا فى العام الأول، ولكن نحن نتكلم عن أمراض بسيطة مثل البرد أو الأنفلونزا وليس أمراضاً خطيرة مثل التهاب رئوى أو نزلة شعبية. وكلما كبر الطفل صارت مناعته أقوى ويصبح مرضه أقل ولكن لأن مرض الأطفال موسمى أغلبه فى الشتاء، يصبح مرات المرض مركزة فى شهور قليلة فيعطى إحساساً بأنه دائما مريض. ولكن لا بد أن نلاحظ أنه كلما صغر عمر الطفل لا بد من القلق عليه أكثر، فالحرارة فى الشهور الأولى مقلقة ولابد أن تستشير طبيب الأطفال فوراً. أما عن كيفية استخدام المضادات الحيوية سنناقشها الأسبوع القادم أرسلوا أسئلتكم واستفساراتكم إلى: [email protected]
