تبادلت الحكومة السورية والمعارضة، الاتهامات حول المسؤولية عن هدم مئذنة الجامع الأموي الكبير في حلب. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أن "الإرهابيين فجروا إحدى مآذن الجامع الأموي في حلب"، بينما قال ناشطون معارضون إن مئذنة الجامع الأموي، تهدمت بالكامل نتيجة استهدافها من قبل الدبابات الحكومية المتمركزة في منطقة السبع بحرات في حلب. وقال مراسل "بي. بي. سي" البريطانية في دمشق عساف عبود، إن الجامع الأثري شهد في الأشهر الماضية اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة، ما أدى إلى احتراق المسجد، وخاصة المكتبة التاريخية التي تضم العديد من المخطوطات القديمة، ونشر ناشطون صورا على شبكة الإنترنت للمئذنة وقد تحولت إلى كومة من التراب. ويعد الجامع الأموي، ضمن الإرث الحضاري العالمي لمنظمة اليونسكو، ويعود بناؤه إلى العهد الأموي أي قبل نحو 1000 عام، وكان الجامع يخضع لسيطرة مسلحي المعارضة منذ العام الماضي، إلا أن معارك عنيفة تدور في المناطق المجاورة له للسيطرة عليها. من جانبها، أدانت فرنسا بأشد العبارات عمليات القصف التي أدت إلى انهيار مئذنة المسجد الأموي بمحافظة حلب السورية. وقال فيليب لاليو، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية، إن بلاده تستنكر وبقوة الأضرار التي لحقت بالمسجد الأموي، ما أدى إلى انهيار مئذنته. وذكر لاليو أن هذا المسجد يعد أحد أجمل المساجد في العالم الإسلامي، كما أنه ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو". واعتبر الدبلوماسي الفرنسي، الحادث ضمن تصاعد العنف في سوريا، موضحا أن باريس تدين وبشدة استمرار القصف العشوائي من جانب النظام السوري في محافظة حلب وباقي المناطق في البلاد. وشدد لاليو، على أنه يتعين على نظام دمشق أن يعي أنه المسؤول عن معاناة الشعب السوري وفقدان الأرواح البشرية، فضلا عن تدمير هذه الثروة التاريخية والثقافية. كما أدانت فرنسا، على لسان المتحدث باسم خارجيتها اختطاف اثنين من الأساقفة بالقرب من حلب، معتبرا أن تلك العملية تشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان. ودعا الدبلوماسي الفرنسي إلى ضرورة الإفراج عن الأسقفين فورا، معربا عن تضامن بلاده مع الطوائف المسيحية التي ينبغي أن تعيش في سلام في سوريا، حيث تُحترم جميع مكونات المجتمع.