انتقد وزير الخارجية الفلبينيالولاياتالمتحدة، اليوم، لإرجائها قرارا بشأن حزمة مساعدات كبيرة على خلفية مخاوف بشأن حقوق الإنسان في الفلبين، قائلا إن الفلبين قادرة على البقاء بدونها. وقال وزير الخارجية برفكتو ياساي الابن، إن قرار إرجاء حزمة المساعدات ظهر عقب إعلان الرئيس رودريغو دوتيرتي إنه سيدير السياسة الخارجية لبلاده مستقلا عن الولاياتالمتحدة. كانت وكالة المساعدات الحكومية الأمريكية، "مؤسسة تحدي الألفية"، قد أعلنت هذا الأسبوع إرجاء التصويت على تجديد حزمة المساعدات الإنمائية للفلبين من أجل "مراجعة أخرى للمخاوف المتعلقة بسيادة القانون والحريات المدنية". كان من المقرر حصول الفلبين على حزمة مساعدات أخرى بعد استكمال برنامج سابق لخمس سنوات لتقليص الفقر بقيمة 434 مليون دولار في مايو أيار إبان عهد سلف ودوتيرتي، بنينو أكينو الثالث. وتولى دوتيرتي مهام منصبه في يونيو حزيران. وقالت لورا ألين، الناطقة باسم مؤسسة المساعدات الحكومية الأمريكية، يوم الخميس إن المؤسسة مستمرة في مراقبة الأحداث في الفلبين قبل انعقاد مجلسها للمراجعة في مارس آذار 2017. كان القرار الأمريكي من بين أولى الإشارات على مدى التكلفة الاقتصادية التي ستتحملها الفلبين جراء القلق بشأن حكم القانون وحقوق الإنسان تحت حكم دوتيرتي. كان مسؤولون من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة قد أعربوا عن قلقهم بشأن حملة الملاحقة التي يشنها دوتيرتي على عصابات المخدرات، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من ألفي قتيل من بين تجار ومهربي ومتعاطي المخدرات في معارك مسلحة مزعومة مع الشرطة. كما يجري التحقيق مع 3000 آخرين لتحديد ما إذا كانوا على صلة بتهريب او تجارة المخدرات أو تعاطيها. كان دوتيرتي قد شن هجوما لاذعا على الرئيس باراك أوباما وإدارته ومنتقديه بشأن حملة ملاحقته. وقال ياساي في مؤتمر صحفي في سنغافورة، حيث يرافق ومسؤولون آخرون الرئيس في زيارة تستغرق يومين "إذا حصلنا على تلك المساعدات.. فأولا علينا أن ننحني لشروط مفروضة من جانبهم، وهو أمر نشعر أنه ليس محفزا على تعززيز علاقتنا بأصدقائنا، خاصة الحلفاء التقليديين... خاصة الأصدقاء المقربين". وأضاف "كانت تلك على الدوام مناشدنا لأمريكا: عاملونا باحترام متبادل وعاملونا كأنداد ذوي سيادة. لا يمكنكم أن تقولوا ببساطة ‘نود أن نمنحكم ذلك لكن عليكم أن ترضخوا لنا فيما يتعلق بالسياسات‘ ". وفي المؤتمر الصحفي ذاته قال وزير التجارة رامون لوبيز إن حكومة دوتيرتي لا تقر عمليات القتل خارج القانون أو انتهاكات حقوق الإنسان. وقال ياساي إن المساعدات الأمريكية المقترحة للفلبين أكبر من الحزمة الأولى، لكن خبراء الاقتصاد الفلبينيون يرون أن خسارة تلك المساعدات "لن يكون لها تأثير كبير حقيقي". وأضاف "هذا ما يقوله خبراؤنا الاقتصاديون، لسنا متضررين منها حقا، لن يجافينا النوم بشأن هذا القرار".