رأى الائتلاف السوري المعارض أن موسكو تعزل نفسها عن غالبية دول العالم، بوقوفها إلى جانب النظام السوري، وتعيش خارج اللحظة التاريخية، وذلك في رد على وزير الخارجية الروسي، الذي اعتبر أن مجموعة أصدقاء سوريا تلعب دورا سلبيا في النزاع. وقال الائتلاف المعارض في رد على وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، نشر على صفحة الائتلاف على موقع "فيس بوك"، "حين تعزل روسيا نفسها عن دول أصدقاء الشعب السوري، وهي أكثر من مئة دولة، بينها الدول الصناعية السبع الكبرى وجميع دول الاتحاد الأوروبي، وعن عشرين دولة عربية مرتبطة بأعمق الوشائج مع الشعب السوري، فإنها تتخذ موقفا معزولا عن المجتمع الدولي يقف على النقيض من قيم الحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان الأساسية". وأضاف البيان أن "تصريحات الوزير الروسي تظهر استمرار انغلاق السياسة الخارجية الروسية في قوقعة المصالح العسكرية الضيقة، وعدم فهم التغيرات التاريخية العميقة التي أفرزها الربيع العربي". وتابع البيان أن "وقوف روسيا بوجه توق السوريين إلى الحرية والديمقراطية، يثبت مرة أخرى أن الإدارة الروسية تعيش خارج اللحظة التاريخية، وبعكس تيار التحرر الإنساني". وكان لافروف صرح الأربعاء الماضي بأن مجموعة أصدقاء سوريا تلعب دورا سلبيا في النزاع السوري، لا سيما في تفعيل اتفاقات جنيف. وتفصل خطة جنيف، التي تبنتها في يونيو 2012 مجموعة الاتصال حول سوريا، (الدول الخمس الكبرى والجامعة العربية وتركيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي)، مراحل عملية سياسية انتقالية في سوريا تشارك فيها الأطراف المعنية، من دون أن تأتي على مصير الرئيس السوري بشار الأسد. وقال لافروف "عندما يكون أحد الأطراف معزولا في آلية وضعت لتسوية أزمة لا نملك القواعد اللازمة للحوار". واعتبر الائتلاف أن "هذه التصريحات تدل على مدى بعد الموقف الروسي من القضية السورية عن موقف الغالبية الساحقة من دول العالم، وعن موقف الدول المعنية مباشرة بالشأن السوري". وتجتمع مجموعة أصدقاء سوريا، اليوم، في أسطنبول على مستوى وزراء الخارجية، للبحث في سبل تقديم مزيد من الدعم للمعارضة السورية، ويتوقع أن يجدد الائتلاف خلال الاجتماع طلبه الحصول على مساعدات عسكرية ملحة لاستخدامها في قتاله ضد قوات النظام السوري. ورد الائتلاف أيضا على صفحته على موقع "فيس بوك"، على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي حذر من استمرار الدعوات الدولية إلى تسليح مقاتلي المعارضة السورية، مؤكدا أن إسرائيل تحتفظ بحق منع تسليم أسلحة قد تقع في أيدي متطرفين. واستغرب الائتلاف "التشابه في المواقف بين إيران وإسرائيل عندما يتعلق الأمر بالقضية السورية"، مشيرا إلى أن معارضي "حق السوريين في الدفاع عن أنفسهم ووقف المذبحة المريعة التي يتعرضون لها منذ سنتين، هما بالدرجة الأولى، ويا للعجب، طهران وتل أبيب". ورفض الائتلاف المعارض رفضا قاطعا "أن تقيد حقوق الشعب السوري الأساسية بمصالح الآخرين ورغباتهم ومخاوفهم"، مطالبا "دول العالم كافة بتقديم الدعم غير المشروط للشعب السوري". ومن جهة ثانية، رحب الائتلاف الوطني السوري بطرح الاتحاد الأوروبي "مشروع قرار لرفع الحظر جزئيا عن استيراد النفط السوري لصالح قوى الثورة والمعارضة السورية"، معربا عن أمله "بتبني المشروع حين عرضه على التصويت" الاثنين المقبل. واشار الائتلاف السوري المعارض إلى أن هذا من شأنه "أن يمكن الشعب السوري من الحصول على جزء من ثرواته التي اغتصبها النظام طوال عقود، وتمويل جزء من حاجاته الملحة والسماح للحكومة السورية المؤقتة بالقيام بواجباتها اتجاه المواطنين السوريين في المناطق المحررة وحيثما وجدوا". وذكرت مصادر دبلوماسية، الأربعاء الماضي في بروكسل، أن الاتحاد الأوروبي ينوي رفع الحظر النفطي المفروض على سوريا بشكل جزئي، لمساعدة المعارضة التي باتت تسيطر على قسم من الحقول النفطية، على أن يتم التصويت على هذا القرار مطلع الأسبوع المقبل.