دوناً عن طبيعة المنطقة ككل، برزت ببضاعتها، لم تعرضها فى فاترينة ملفتة، ولم تتخذ لها محلاً فى الحى الراقى، فقط انزوت ببضاعتها على أحد الأرصفة وانهالت عليها الطلبات، رجال ونساء وسيدات ترجلوا من سياراتهم فقط لشراء «لمبة جاز» من الحاجة أحلام. هجرت أحلام منطقتها الأم فى أرض اللواء، واتجهت صوب الدقى، بناء على نصيحة ابنها.. «روحى على هناك يامّه الكهربا برضه بتقطع.. الفرق الوحيد إن الناس هناك مش هتفاصل فى سعر اللمبة غير بتوع أرض اللوا اللى بيدوروا على المليم». اختارت موقعها قرب محطة المترو، لتحظى بالحسنيين، أهالى المنطقة ورواد المترو، كلاهما لم يندهش من بضاعتها، بل تفاعل معها مرة بالسؤال: «دى لمبة جاز يا حاجة، ديكور يعنى ولا ممكن أشغلها؟»، فتضحك السيدة الخمسينية: «ديكور إيه يا بنتى، هو انا هاقعد على الرصيف أبيع ديكور». لمبات صغيرة وأخرى كبيرة تبيعها الحاجة أحلام. غيّرت مكان نشاطها بعدما أصبح انقطاع الكهرباء «كأس وماشى على العباد ما بيفرقش بين فقير وغنى أو ساكن فى حى راقى أو عشوائى».. تقولها أحلام لتؤكد على تنوع زبائنها واختلاف شرائحهم الطبقية.. «ترشيد استهلاك الكهرباء بقى إجبارى، وزى ما فيه ناس معاها تشترى مولد كهرباء احتياطى وناس معاها تشترى كشاف بالشحن، فيه ناس تقولك لمبة الجاز أوفر حاجة ومفيهاش مشكلة غير إن الجاز هييجى علينا يوم مش هنلاقيه هوّ كمان». من 10 إلى 15 جنيهاً يتراوح سعر اللمبة، حسب الحجم. 10 و15 جنيهاً هو سعر اللمبة هذا العام بعدما زادت الدستة 20 جنيهاً كاملة اضطرت أحلام إلى رفع السعر، خاصة أن الاستهلاك يزيد صيفاً مع زيادة انقطاعات الكهرباء.. تتمنى أحلام فى قرارة نفسها ألا تستمر الحكومة فى نهج الترشيد، بحكمة «الناس مش ناقصة»، حتى وإن كان هذا النهج هو أكل عيشها وموردها الوحيد.