«عنف.. تهجير للسكان.. نقص حاد فى المواد الغذائية ومنظمات دولية عاجزة عن تقديم المساعدة»، هذا هو الوضع فى المدن السورية التى تقع فى بؤرة الثورة. فمئات الآلاف يصارعون من أجل إطعام أسرهم وسط قطع لإمدادات الغذاء من قبل قوات الأسد التى لا تتورع عن سرقة قوت المواطنين، ولا تأخذها ذرة رحمة وهى تدمر البنية التحتية للمدن. وارتفاع الأسعار الجنونى يزيد من معاناة سكان المدن، الذين يرتعدون يومياً من قصف قوات الأسد لمنازلهم. يحدث ذلك رغم بدء برنامج الغذاء العالمى العمل فى سوريا بناء على طلب كثير من المنظمات هناك بعد أن أكدت تقارير وجود مستويات مرتفعة للجوع فى البلاد. وقالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمى، عبير عطيفة، لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: «نحن على علم بأن هناك ما يقرب من مليون شخص لا يستطيعون الحصول على ما يأكلونه، خاصة فى المناطق التى تقع فى بؤرة الصراع». وأضافت: «يعانى السكان فى مدينتى حمص وحماة اللتين تسيطر عليهما المعارضة، لساعات فى طوابير للحصول على الخبز، ونادراً ما يجدون خضراوات أو لحوماً». وأشارت عطيفة إلى «أن أكثر المناطق التى تعانى من نقص الغذاء هى المناطق التى تمثل بؤرة الصراع». ومن جانبه، أكد الناشط السورى وليد فارس، فى تصريحات للصحيفة، ما قالته عطيفة، قائلاً: «حمص بمثابه السجن». وتابع: «الحصول على الخبز فى حمص أمر شديد الصعوبة، وهناك ندرة كبيرة فى الخضراوات والفواكه». «هناك ما يقرب من 200 ألف شخص هجروا من قراهم ومدنهم منذ بدء الثورة، وكثير منهم يجد صعوبة بالغة فى توفير الطعام لأسرهم، ويواجه المتطوعون والنشطاء صعوبات جمة فى محاولاتهم إطعام عائلات تركت بيوتها بجزء بسيط من ممتلكاتها وأموالها»، حسبما أفاد نشطاء سوريون ل«واشنطن بوست». وأشارت الصحيفة إلى أن نقل المواد الغذائية يواجه صعوبات كبيرة داخل سوريا، أهمها تلك التى يواجهها سائقو الشاحنات التى تنقل المواد الغذائية، بداية من نقص الوقود والطرق المدمرة إلى نقاط التفتيش العسكرية التى لا تنتهى، مما يرفع تكلفة نقل المواد الغذائية ويسهم فى الارتفاع الجنونى فى أسعار تلك المواد، الذى قدره برنامج الغذاء العالمى بما بين 20 و80% منذ بداية الثورة. وقال الناشط السورى وليد فارس للصحيفة: إن «نقاط التفتيش العسكرية تمنع شاحنات نقل الغذاء من الدخول إلى المناطق التى يؤيد معظم ساكنيها المعارضة، بالإضافه إلى سرقة قوات النظام لإمدادات الغذاء ومهاجمة سائقى الشاحنات». وأكدت الصحيفة أن مدن سوريا التى تعانى من نقص الغذاء إذا استمر الوضع فيها على ما هو عليه فإن ذلك يعنى انجراف سوريا إلى مجاعة محققة.