استضاف قصر ثقافة الفيوم مؤتمر اليوم الواحد لأدباء المحافظة، تحت عنوان "معوقات التحول الديمقراطي.. رؤية ثقافية"، بقاعة الشهداء اليوم. وشدد المؤتمر على أن رجال الدين لن يكونوا بديلا عن القانون، وندد الحضور بالجلسات العرفية لأنها لن تنهي النزاعات، وأكدوا أنه بعد ثورة 25 يناير توقفت الحركة للأمام وتراجعنا إلى الخلف. وقالوا إنه بعد أن كنا نحلم بوطن أجمل في عقول أبنائه، وأن يتحرر من خرافات الماضي ونتمسك بصحيح الدين، تعيش المنطقة ديمقراطية واهية ومنقوصة، فطالما توجد انتخابات فنحن نمتلك التزوير، وطالما هناك امتحانات فإننا نمتلك الغش. ترأَّس المؤتمر الدكتور مصطفى الضبع الأستاذ بجامعة الفيوم، وتولى الأديب أحمد قرني أمانته، وحضره اللواء محمد حمودي السكرتير العام المساعد للمحافظة، ومحمد سعيد رئيس الإدارة المركزية لإقليم القاهرة الكبرى، ومنتصر ثابت مدير عام الثقافة بالفيوم، وحشد كبير من فناني وأدباء الفيوم، وقدم جلساته محمد جمال الدين. وتحدث منتصر ثابت، مدير عام ثقافة الفيوم، عن أهمية دور الثقافة في تنمية المجتمع، وغرس القيم والمبادئ التي تحقق التنمية الشاملة وتساعد على مواجهة المشكلات والقضايا، وحذر من ضبابية مستقبل أي دولة لا يتسيد فيها القانون، وشدد على أن الجلسات العرفية لا تحل أي مشكلة، ورجال الدين لن يكونوا بديلا عن القانون. وأشار أحمد قرني، أمين عام المؤتمر، إلى أن مصر تعيش لحظة شائكة قلقة مرتبكة لأنها لحظة التحول السياسي، ولم يكن سهلا على مجتمع عاش سنوات طويلة من الاستبداد السياسي وتسلط الحاكم الفرد على النظام أن ينتقل إلى مجتمع ديمقراطي، متسائلا عن سبب توقف الحلم في مصر وتعثر الحركة إلى الأمام، بعد ثورة رائعة أدهشت العالم وحازت على إعجابه، وكان المصريون يحلمون فيها بحياة مختلفة ينعمون فيها بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وطالب قرني المثقفين بأن يساهموا في كشف "الغيم الذي ظلل الثورة المصرية"، وأن يبددوا الظلام ولو بشمعة صغيرة، مضيفا أن علينا أن ندرك مسؤولية الكُتَّاب والمثقفين كأصحاب رؤية في المشاركة الفعالة في الاشتباك مع اللحظة التي يمر بها وطننا، وألا يتحدث أحد لصالح فريق ضد آخر، ولكن نعلي شأن المصلحة العليا للوطن. وأكد أن حلم المصريين كان أن يأكل الجائع ويُعالج المريض ويجد الفقير قوته وملبسه ومسكنه المناسب، وأن يجد الطفل مدرسة حديثة يتلقى فيها العلم والفن والأدب، وأن نفكر بحرية ونكتب ونرسم أيضا بحرية، وأن يكون الوطن أجمل بعقول أبنائه، التي تتحرر من خرافات الماضي وتتمسك بصحيح الدين والتدين العاقل الوسطي الذي لا يجنح نحو الإفراط أو التفريط، مشيرا إلى أن هذه الأحلام ضاعت للأسف في منتصف الطريق. وخلال المؤتمر، أقيمت احتفالية تم فيها تكريم الأديب الفيومي مصطفى البسيوني، والمسرحي أحمد الأبلج، والشاعرين عبدالكريم عبدالحميد ورمضان إبراهيم. وشهد المؤتمر عدة جلسات بحثية، منها جلسات حول معوقات الخطاب الثقافي "المرأة خارج اللغة والتاريخ"، و"الرواية المصرية.. إرهاصات ونبوءات الثورة"، أدارها أحمد طوسون، وشارك في الأبحاث الروائي هشام علوان والدكتور محمد سيد عبدالتواب والدكتورة إيمان سند. ودارت الجلسة البحثية الثانية حول "معوقات التحول المؤسسي.. التحول الديمقراطي وأزمة الخطاب الثقافي.. معوقات المشاركة المجتمعية للمرأة"، وأدارها سيد لطفي، وشارك في أبحاثها الدكتور نبيل الشاهد والناقد عمر شهريار والدكتور أشرف السيوطي. وأدار صبري رضوان جلسة الشهادات، التي شارك فيها عصام الزهيري ومحمد جمال وعويس معوض وحازم منير، واختتم المؤتمر بأمسية شعرية أدارها محمد حسني، وشارك فيها عدد من شعراء الفيوم والفنان عهدي شاكر.