رئيس جامعة بني سويف يتفقد سير الامتحانات بعدد من الكليات    شاهد.. الحوار الوطني يناقش المقترحات الخاصة بتطوير مرحلة الثانوية العامة    "محاكمة الحكومة" تحذف من مضبطة البرلمان.. وجبالي يطالب باستيعاب المعارضة    وزير الإسكان يعرض أهداف مشروع إنشاء كوبرى لربط شارع السادات بالطريق الساحلى الدولى بالإسكندرية    التموين: رفع سعر السكر التمويني ل 18 جنيها مازال قيد الدراسة    منصة EFG Hermes ONE توقع اتفاقية شراكة مع «بيتابس» وبنك مصر    برلماني يرفض الموازنة: «الحكومة مدت إيديها في أحشاء المواطنين للحصول على الخبز»    الأحد 2 يونيو 2024.. استقرار البورصة في ختام التعاملات    الاحتلال الإسرائيلي يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم    الهيئة الوطنية الصينية للفضاء تعلن هبوط المسبار تشانج آه-6 على القمر    الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصفه قرى وبلدات جنوبي لبنان    الأهلي يفاوض مهاجم بوركينا فاسو    محمد الشيبي.. هل يصبح عنوانًا لأزمة الرياضة في مصر؟    إجراء مقابلات شخصية لاختيار أخصائي تخاطب بمراكز شباب القليوبية    محافظ السويس يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 86.67%    محافظ مطروح يودع 90 من حجاج قرعة الجمعيات الأهلية    مصادر: السفارة الأمريكية تنتدب محاميا للدفاع عن «سفاح التجمع»    اليوم.. ثقافة الإسكندرية تقدم "قميص السعادة" ضمن عروض مسرح الطفل    عمر كمال يعلن تأجيل طرح أغنية جديدة حدادا على وفاة والدة محمود الليثي    سنن الأضحية.. اعرف ما يستحب فعله لنيل الثواب    موعد صيام العشر من ذي الحجة.. اعرف فضلها والأعمال المستحبة فيها    «الوزراء» يعرض جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال مايو    تأجيل نظر طعن المتهمين بقتل شهيدة الشرف بالمنصورة    بدء تفويج حجاج القرعة من المدينة المنورة الى مكة المكرمة    الوكرة يكشف ليلا كورة.. حقيقة طلب التعاقد مع أليو ديانج    وزير الإسكان ومحافظ الإسكندرية يتفقدان مشروع إنشاء محور عمر سليمان    الكلمة هنا والمعنى هناك: تأملات موريس بلانشو    بردية أثرية تحدد بدقة «مسار العائلة المقدسة»    الفنان أحمد حلمي: الفنان مسئول عن تقديم الحقيقة للعالم بصدق ووضوح    توجيه جديد لوزير التعليم العالي بشأن الجامعات التكنولوجية    كوريا الشمالية ترسل 600 بالون إضافي محملين بالقمامة عبر الحدود    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر    حج 2024| «الأزهر للفتوى» يوضح حكم الحج عن الغير والميت    تحرير 20 محضرًا تموينيًا في قلين بكفر الشيخ    تحرير 139 مخالفة للمحلات غير الملتزمة بقرار الغلق لترشيد الكهرباء    غرفة الرعاية الصحية باتحاد الصناعات: نتعاون مع القطاع الخاص لصياغة قانون المنشآت الجديدة    نسرين طافش تكشف حقيقة طلبها "أسد" ببث مباشر على "تيك توك"    وظائف جديدة في 15 محافظة.. 38 صورة بأرقام التليفون وطرق التقديم والمرتبات (قدم فورا)    توريد 125 طن قمح لمطحن الطارق بجنوب سيناء    أخبار الأهلي: مفاجأة في رحيل محمد عبدالمنعم عن الأهلي وبديله    في زيارة أخوية.. أمير قطر يصل الإمارات    الخارجية الفلسطينية ترحب بدعوى تشيلي ضد إسرائيل أمام محكمة العدل    رئيس الوزراء يُتابع إجراءات سد العجز في أعداد المُعلمين على مستوى الجمهورية    حفر 30 بئرًا جوفية وتنفيذ سدَّين لحصاد الأمطار.. تفاصيل لقاء وزير الري سفيرَ تنزانيا بالقاهرة    غرفة الرعاية الصحية: القطاع الخاص يشارك في صياغة قانون المنشآت    طريقة عمل الفطير المشلتت الفلاحي، الوصفة الأصلية    سيناتور أمريكي: نتنياهو «مجرم حرب» لا يجب دعوته للكونجرس    زيادة رأسمال شركة أبو الهول المصرية للزيوت والمنظفات إلى 200 مليون جنيه    وزيرة التخطيط ل"النواب": الأزمات المتتالية خلقت وضعًا معقدًا.. ولابد من «توازنات»    مجلس الزمالك يسابق الزمن لتجهيز مستحقات الفريق.. ومفاجأة بخصوص جوميز (خاص)    رسمياً.. منحة 500 جنيه بمناسبة عيد الأضحى لهذه الفئات (التفاصيل والموعد)    محافظ كفر الشيخ يعلن أوائل الشهادة الإعدادية.. والطالبات يكتسحن القائمة (أسماء)    الاتحاد السكندري يخشى مفاجآت كأس مصر أمام أبو قير للأسمدة    10 يونيو.. معارضة بطل مسلسل "حضرة المتهم أبي" على حكم حبسه    لتحسين أداء الطلاب.. ماذا قال وزير التعليم عن الثانوية العامة الجديدة؟    قيادات «المتحدة» تبحث مع البابا تواضروس إنتاج أعمال عن التاريخ القبطي    «خبرة كبيرة جدًا».. عمرو السولية: الأهلي يحتاج التعاقد مع هذا اللاعب    قصواء الخلالى ترد على تصريحات وزير التموين: "محدش بقى عنده بط ووز يأكله عيش"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مغامرات لاجئين في طريق البلقان المنسية
نشر في الوطن يوم 07 - 12 - 2016


لم يعد طريق البلقان يحتل عناوين الصحف، رغم أنه مازال يعج بمن رمى بهم المصير في غياهب المناطق الحدودية، مثلا بين المجر وصربيا. ومع مرور الأيام يزداد بؤس أولائك الناس، كما هو الحال في بلغراد.سهيل شاب نحيف في ال 15 من العمر ينحدر من أفغانستان، وهو أحد الآلاف الذين تقطعت بهم السبل في صربيا وتوقف بهم السفر في منطقة البلقان بعد تشييد أسجية حدودية ومراكز مراقبة هناك وتنفيذ عمليات ترحيل جماعي. صربيا هي الأخرى تعمل على ترحيل لاجئين وليس لها خيار آخر، لأن دولا مجاورة أغلقت حدودها، مثل المجر التي تسمح يوميا بعبور الحدود لعشرين شخصا فقط. ليس لسهيل أية فرصة للعبور، لاسيما وان المجر لم تعد تترك سوى عائلات بكاملها تعبر الحدود. وقد وجد الشاب الأفغاني ملجأ له خلف محطة القطار الرئيسية في بلغراد، مثل مئات الآخرين. داخل تلك البناية تفوح رائحة كريهة وتتجمع فيها القمامة. ويقول سهيل الذي يعيش منذ شهر هناك:"في الحقيقة لا يمكن العيش هنا، لكن هذا كل ما نملكه". ولكن لماذا لا يذهب سهيل لتسجيل نفسه لدى السلطات حتى يتم تحويله إلى أحد مراكز إيواء اللاجئين؟ عدد تلك المراكز في صربيا 12، وهي تأوي نحو 7.000 شخص. ليست ظروف الإقامة في تلك المراكز جيدة، لكن على الأقل يوجد فيها دفئ وفرصة الحصول على طعام. لكن سهيل يرفض قطعا الذهاب إلى هناك. وتسود شائعات بأن تلك المراكز مكتظة عن آخرها، وهناك فقط مركز واحد في بلدة بريزيفو الجنوبية المتاخمة لحدود مقدونيا. ويقول الشاب الأفغاني:"سمعنا أن عمليات ترحيل إلى مقدونيا تتم هناك، وهذا ما عايشه أصدقاء لي". الأسطورة تروج رادوس دوروفيتش من مركز الإغاثة في بلغراد لطالبي اللجوء يؤكد بأن معسكر بريزيفو مؤسسة مغلقة ولا يحق للأشخاص المقيمين فيها مغادرتها. ويعبر دوروفيتش عن غضبه بالقول:" يقال إن الجرب والقمل انتشر داخل تلك الإقامة. ولكن لا يحق سلب أحد من حرية تنقله، هذا مخالف للدستور الصربي أيضا". كما إن المعسكرات مليئة عن آخرها والنظافة غير متوفرة، والبيروقراطية كبيرة عندما يتعلق الأمر بإيواء لاجئين. دوروفيتش هو أحد المساعدين القلائل الذين يعبرون عن انتقاداتهم بكل حرية. الكثيرون يشعرون بالخوف، لأن الدولة منعت بداية نوفمبر جميع منظمات الإغاثة من توزيع مواد إغاثة في الشوارع، وإلا فإنها تخاطر بفقدان رخصة ولوج مراكز اللاجئين. والحكومة تشدد إجراءات التعامل مع اللاجئين ومنظمات الإغاثة. وحتى في اللغة الرسمية المعتمدة لم تعد تُستخدم كلمة "لاجئ"، وفي المقابل يتم الحديث عن "مهاجرين اقتصاديين". يسهر الجيش على مراقبة الحدود مع بلغاريا. ويقول مفوض شؤون اللاجئين الصربي إن الذين يحاولون العبور يجب تحويلهم إلى مراكز إيواء اللاجئين الذين لا يحق لهم البقاء في الخارج، حيث يجب أيضا إزالة المخيمات العشوائية. وقال المفوض المذكور "الطريقة هي دوما سهلة للإخلاء كما حصل في محطة قطار بودابست وإدوميني أو مخيم كاليه. المهاجرون يجب إبعادهم عن شوارع بلغراد هذه هي الخطوة الأولى". أناس في الخفاء "هذا نفاق"، يرد الناشط في حقوق الإنسان دوروفيتش ويشير إلى أن هذه السياسة المتشددة تشجع عصابات التهريب، ويضيف :"هؤلاء تحولوا إلى مؤسسات حقيقية. وحتى بعض الصرب يستغلون الظروف لربح بعض المال بسرعة. ولا يمكن القضاء على شبكات التهريب". وتفيد عدة جهات بأن المهربين ينشطون أيضا في بلغراد. وقال أحد موظفي منظمة غير حكومية، وهو على تواصل مستمر مع لاجئين، بأنه يوجد آلاف الناس مخفيين في العاصمة."وهم يقيمون في شقق، لأنهم يملكون بعض المال أو أنهم وجدوا مخبأ بفضل مهربين. ويبدو أن الشرطة تغض النظر عن هذه الممارسات، خاصة وأن بعضهم يغادر البلاد بفضل مهربين". كما إن الأسعار متفاوتة، إذ يتراوح سعر الرحلة مثلا من مقدونيا إلى صربيا بين 300 و 500 يورو. زشان خان من بيشاور الباكستانية والبالغ من العمر 22 عاما يريد السفر إلى فرنسا أو ألمانيا أو إيطاليا. زشان قال:"الموظفون المجريون والكروات يلقون القبض على الاجئين وكلابهم تعض الأصابع والأيادي. صديق لي تم اعتقاله في كرواتيا، أخذوا منه ماله وهاتفه النقال". زشان يريد محاولة العبور، رغم الصعوبات، حيث إن الوضع في طريق البلقان يزداد تأزما وبؤسا، إذ كتبت صحف في الأسابيع الأخيرة عن مجموعتين من المهاجرين الذين تشاجروا فيما بينهم بسكاكين وسط بلغراد مما أدى إلى وفاة أفغاني. كما شنق مهاجر آخر نفسه بالقرب من أحد مراكز اللاجئين بعدما فشل في الوصول إلى إحدى البلدان الغربية، ونجا شاب آخر من صدمة التيار الكهربائي القوي عندما حاول العبور فوق سطح قطار متجه إلى المجر. في بلغاريا ومقدونيا يترقب الآلاف فرصة العبور إلى صربيا. ويتخوف البعض من أن تتحول دول العبور مثل صربيا إلى بلدان إقامة، لأن العالم في تحول، علما أن الملايين من الأشخاص في طريق الهرب. الشاب الأفغاني سهيل لا تهمه السياسة، وهو لا يفكر البتة في البقاء في صربيا التي يريد مغادرتها بأي ثمن، ويقول:"نريد المغادرة فورا، لأن الشتاء على الأبواب". نيمنيا روجفيتش/ م.أ.م

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.