أكد الإعلامي باسم يوسف، مقدم برنامج "البرنامج"، أن النظام يعتبره "أراجوزا"، ورغم ذلك يخاف منه، على حد قوله، مشيرًا إلى أن التهم الموجهة إليه "لا توجد إلا في الأنظمة الشمولية"، متسائلاً: "هل يريدون مني أن أطبل لهم؟" وقال يوسف خلال لقائه الإعلامية راندا أبوالعزم، على قناة "العربية"، والذي سيبث في وقت لاحق من اليوم: "إذا أسقط برنامجي النظام، هذا معناه أنه نظام هش لا يستحق أن يستمر، فأنا لم أسمع عن برنامج أسقط أي نظام في العالم". ودعا باسم، وزير الإعلام المصري، صلاح عبدالمقصود، لكتابة نص "البرنامج"، ردًا على تصريحات الأخير بأنه مستعد للوقوف بجانبه، لكنه لا يؤيده في أخطائه، واصفًا البرنامج ب"المناقض لقيم الشعب المصري". وحول الاتهامات التي تم التحقيق معه فيها مؤخرًا، قال: إن التحقيق جرى في 3 تهم، هي: "إهانة الرئيس، وازدراء الإسلام، ونشر إشاعات مغرضة"، مشيرًا إلى أن هناك بلاغات أخرى لا يعرف ما إذا كانت ستُحال للتحقيق أم لا، منها نشر الشذوذ والإلحاد، وإهانة باكستان، وازدراء الإسلام، وإهانة الرئيس مرة أخرى. وأعلن أن البرنامج سيتوقف لمدة أسبوعين، لقيامه بإجازة، موضحًا أن هذا القرار ليس له أي علاقة بأية ضغوط تمارس على صانعي البرنامج، فهم يعملون منذ 9 أشهر بدون توقف، ولأن أعياد سيناء وشم النسيم قادمة، فهي فرصة للحصول على إجازة، كما أنه سيسافر إلى أمريكا لحدث سوف يعلن عنه خلال حلقة برنامجه الجمعة المقبل. وتعجب يوسف من الهجوم على توقيت الإجازة، لافتًا إلى أن البرنامج سيتوقف في رمضان أيضًا؛ لأن هذا شيء هام لتجديد نشاط العاملين بالبرنامج والمحافظة على جودة المحتوى. وأضاف الإعلامي الساخر، أن الرئاسة لم تكن طرفًا في أي بلاغ مقدم ضده، مشيرًا إلى أن قرار الرئيس بسحب البلاغات ضد الإعلاميين "صائب"، قائلاً: "لم نقم بثورة على نظام كان يقمع بعض الحريات حتى نستبدله بنظام يَمُنُّ علينا بإعطائنا هذه الحريات". وتابع قائلاً: "من غير المقبول على الإطلاق بعد الثورة أن يتم الإبقاء على قوانين مكتوبة من القرن الثامن عشر والتاسع عشر مثل إهانة الرئيس والحسبة.. هذه كلها سمات الأنظمة الفاشية في كل مكان". وأكد أنه لا يعلم ما إذا كان الرئيس محمد مرسي، يشاهد برنامجه أم لا، لكنه يتمنى أن يستضيفه، مشيرًا إلى أنه سعى إلى ذلك في الحلقة الأولى من البرنامج، لكن الظروف لم تسمح، مضيفا: "في حال استضافة الرئيس خلال البرنامج، فإن هذه ستكون رسالة، مفادها أن "انتقاده للرئيس بطريقة ساخرة ليس معناه العداء بينهما". وحول اتهامه بالهجوم على قطر، قال إنه لا يهاجم دولة قطر على الإطلاق، وفي نهاية الحلقة التي اُتهم فيها بذلك، قال: "لا أحد يتهم قطر، ناسها عرفوا كيف ينموا بها، وأن العيب ليس على المشتري، العيب على البائع"، وأكد أن تلك الحلقة كانت انتقادًا لمصر والحال التي وصلت إليها، واصفاً الحلقة بأنها ليست ساخرة بل بكائية. وتابع: "الموضوع ليس قطر، المشكلة أننا تحولنا لنظام متسول.. أهلا بالاستثمارات القطرية والإماراتية، لكن النظام المصري يدعي أن لديه مشروع نهضة، ثم يعيش على الهِبات". ورأى يوسف، أن الأزمة التي تعيشها مصر، ترجع إلى سياسات النظام، فالأخير نجح في تنفير جميع القوى السياسية، كما نجح في إبعاد المصريين عنه في الداخل والخارج. وعن الاتهامات الموجهة للبرنامج باحتوائه على ألفاظ تخدش الذوق العام، قال يوسف "لا يجب التعميم؛ فالشعب المصري 90 مليون مواطن ولا يمكن وصفهم جميعًا بالمحافظين، وهذه الإيحاءات كانت في بعض الحلقات فقط، وما فرضها هي مقاطع الفيديو المستخدمة، وكان أغلبها من قنوات دينية، على حد قوله. ولم يستبعد يوسف، أن يكون برنامجه ظاهرة وقتية، قائلاً: "إن الدوام لله وحده، وهناك العديد من البرامج كانت شهيرة وحققت نجاحًا جماهيريًا، ثم اختفت، لكنه يتمنى أن يغير البرنامج طريقة التسلية في الإعلام المصري، فالبرنامج يقدم رسالة لكن بطريقة مسلية. وعن الحديث حول احتمالات منع عرض البرنامج، قال يوسف: "ستتم إذاعته على يوتيوب"، وإذا تم وقفه نهائيًا فسيضطر لإذاعته من الخارج"، متمنياً ألا يحدث ذلك؛ لأن في هذه الحالة سيُتهم بمهاجمة مصر من الخارج، ووصف يوسف نفسه بالسوداوي، قائلاً: "إن السخرية تنبع من السواد وأنه يتوقع الأسوأ دائما". وعن حقيقة أن منتج البرنامج ينتمي لأسرة إخوانية، أكد يوسف هذه المعلومة، قائلاً: "إن المنتج تجمعه به علاقة شراكة وصداقة منذ 13 عامًا، وهو لا يتدخل في المحتوى، كما لا يتدخل هو في عمل المنتج". وأوضح أن خط "البرنامج" لم يتغير منذ بدايته على الانترنت، وهو برنامج ساخر، والسخرية في العالم كله تتجه نحو السلطة وتقف أمامها كالصوت المعارض، وذكَّر بأن الاتجاه اليميني في أي دولة هو مصدر رائع للسخرية والكوميديا، مثل ما حدث مع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، فقد عاشت كل البرامج الكوميدية في أمريكا أزهى عصورها أثناء حكمه.