سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حلم «الهوية»: سكان حلايب وشلاتين ..«مصرية» بدون رقم قومى حرموا من انتخاب الرئيس والبرلمان والاستفتاء على الدستور.. ورئيس المدينة: الأوراق الثبوتية مشكلة أزلية
الهوية، حلم طالما انتظره عدد كبير من سكان مثلث حلايب وشلاتين، خاصة سكان القرى والتجمعات البدوية، التى تحتضن الجبال، وتبعد كل البعد عن الحضر، حيث يضم مثلث حلايب وشلاتين، جنوب البحر الأحمر، مجموعة من القرى والتجمعات البدوية يعانى سكانها من التهميش السياسى، فلم يتسنَ لهم التصويت على انتخابات الشورى أو الرئاسة، وأخيراً حرموا من الإدلاء بأصواتهم فى الاستفتاء على الدستور بسبب عدم وجود صناديق اقتراع ولجان انتخابية بهذه المناطق والتجمعات البدوية، والأهم عدم حصولهم على بطاقة الرقم القومى، فمعظم سكانها لم يتمكنوا من الحصول على بطاقة الرقم القومى، وبالتالى لا يحق لهم المشاركة فى الانتخابات، وأرجع المسئولون عدم حصولهم على بطاقة الرقم القومى إلى عدم تقدمهم بطلب الحصول عليها، كونها مناطق رعوية بدوية ينشغل سكانها بالرعى، ويبتعدون عن حياة الحضر، هذه القرى هى أبرق والجاهلية وسعفة وأدلديت ورأس حدربة، بالإضافة إلى «خزاعة» شمال الشلاتين، التى يعانى أغلبية سكانها من عدم حصولهم على شهادات ميلاد وبطاقات الرقم القومى، والحال ذاته ينطبق على باقى القرى والتجمعات البدوية بسبب عزلتهم عن حياة الحضر. وقال رمضان أحمد عبدالله، مدير فرع مؤسسة تنمية الأسرة المصرية بالجنوب، إن هناك قرى وتجمعات بدوية شمال مرسى علم، وصولا لمدينة الشلاتين، يعانى سكانها من عدم حصولهم على الأوراق الثبوتية، كشهادة الميلاد وبطاقة الرقم القومى، ووصل الأمر إلى أن هناك متوفين لم يتم استخراج شهادات وفاة لهم، لعدم وجود أوراق ثبوتية لهم أو شهادات ميلاد ويوجد عدد كبير من السيدات المتزوجات والمنجبات لا يحملن شهادة ميلاد وتوجد صعوبة فى عملية التسنين، وأوضح «رمضان» أن سكان هذه القرى يطالبون بحصولهم على الأوراق الثبوتية، وبناء وحدات توطين بدلا من العشش التى يقطنون بها فى قلب الصحراء، وأضاف أنه تم عمل حصر لعدد المواطنين الذين لم يحصلوا على الأوراق الثبوتية لتسجيلهم، مؤكدا أن جهاز شئون القبائل يلعب دورا مهما فى مسألة استخراج الأوراق الثبوتية لغير الحاصلين عليها، لمعرفته بسكان هذه المناطق معرفة جيدة، مؤكدا أنه حدث من قبل أن قام أشخاص سودانيون باستخراج بطاقات رقم قومى، بسبب عدم معرفة هويتهم، وبعدها شدد المجلس فى هذه الإجراءات للتأكد من هوية المواطنين، سكان هذه المناطق. وطالب «رمضان» بعقد مؤتمر يحضره سكرتير عام المحافظة، وقائد المنطقة الجنوبية العسكرية ومدير الأمن ورئيس الأحوال المدنية ومشايخ القبائل لحل هذه المشكلة. وقال الشيخ على طاهر، شيخ قبيلة العلياب بالشلاتين، إن كثيرا من المواطنين القاطنين فى القرى البعيدة والتجمعات البدوية لا يحملون أى أوراق ثبوتية، كشهادة الميلاد أو شهادة القيد، والبعض الآخر لا يحصل على بطاقة الرقم القومى، مضيفا: هذا عائق كبير فى تخليص بعض الإجراءات. وأضاف أن عدم حصولهم على بطاقة الرقم القومى حرمهم من المشاركة فى الانتخابات وآخرها الاستفتاء على الدستور، مطالبا بأن تنظر الحكومة إلى هذا المثلث بشىء من الاهتمام. وقال اللواء وجيه المأمون، رئيس مدينة الشلاتين، ل«الوطن» إن مشكلة الأوراق الثبوتية مشكلة أزلية، مضيفا: جرى حصر سكان المنطقة منذ عدة سنوات وإدراج أسمائهم فى كشوف بمجلس شئون القبائل لاستخراج الأوراق المطلوبة، إلا أنه وعند نزول سكان التجمعات البدوية لاستخراج الأوراق، فإن عددا كبيرا لم يتم العثور على أسمائهم فى الكشوف، بسبب عدم إدراج أسمائهم فى الكشوف أصلا. وأوضح رئيس المدينة أنه جرى تشكيل لجنة من المحافظة ومجلس المدينة ومجلس القبائل وشباب المدينة، لعمل حصر كامل لسكان المناطق والتجمعات البدوية لاستخراج الأوراق الثبوتية وبطاقات الرقم القومى. وقال «المأمون»: تقدمت بمذكرة إلى مجلس الوزراء بهذا الشأن، ومذكرة تفصيلية إلى محافظ البحر الأحمر، تضمنت أهم المشاكل العالقة بالمدينة والقرى التابعة لها، ومنها ما يحتاج إلى حلول من الحكومة المركزية ومنها ما يمكن حله عن طريق المحافظة. وكان الرئيس محمد مرسى التقى وفدا من مشايخ حلايب وشلاتين فى سبتمبر الماضى، ووعدهم بتحويل قرية حلايب إلى مدينة، وتكليف وزارة النقل بدراسة تحويل ميناء الصيد بأبورماد إلى ميناء للركاب، واستخدامه فى رحلات الحج والعمرة لموقعه المتميز والقريب من الموانئ السعودية، وإنشاء جهاز لتنمية حلايب وشلاتين يتكون من ممثلين عن جميع الوزارات وحل مشكلة بطاقة الرقم القومى لأهالى المنطقة وحتى الآن لم ير سكان المثلث شيئا من هذه الوعود.