إشارة خضراء جديدة للإقلاع إلى خارج الحدود للتوفيق فى مسائل السياسة الخارجية، سفر جديد يزيد اللغز حول صاحب الوجه المستدير مساعد رئيس الجمهورية ل«الشئون الخارجية» الذى توكل إليه مهام رسمية يفترض أن تُوكل إلى وزير الخارجية المصرى. على رأس وفد رفيع المستوى طار إلى الإمارات لحل أزمة المعتقلين المصريين هنالك، وإلى الولاياتالمتحدةوألمانيا مهّد لزيارة الرئيس محمد مرسى، مؤخراً غادر الدكتور عصام الحداد إلى روسيا لمناقشة دعم العلاقات الثنائية بين البلدين والأزمة السورية. لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أنشأت له مؤسسة الرئاسة حسابا على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» ينشر فيه بيانات باللغة الإنجليزية موجَّهة للإعلام الأجنبى، وذلك للتعقيب على الأزمات الكبرى وتوضيحها للخارج، ومنها أزمة الإعلان الدستورى والاستفتاء على الدستور، وآخرها البيان الذى أعقبته أزمة مع الأقباط تعليقاً على أحداث الكاتدرائية الأخيرة؛ حيث ورد فيه أن المشيعين قاموا بأعمال شغب تسببت فى أعمال عنف، الأمر الذى دفع رئاسة الجمهورية للتملص من البيان والتأكيد أنه لا يمثل إلا وجهة نظر صاحبه. فى أواخر أغسطس أُلحق الدكتور عصام الحداد بالفريق الرئاسى مساعداً للرئيس للشئون الخارجية، كأول المنتمين لجماعة الإخوان الذين وصلوا إلى الاتحادية بقرار رئاسى، والمعروف أن مساعد رئيس الجمهورية هو عضو مكتب الإرشاد والأخ الشقيق ل«مدحت الحداد»، أحد الذين حوكموا عسكرياً فى آخر قضايا الإخوان فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك. كان ل«الحداد» نشاط طلابى بارز وقت دراسته بكلية الطب جامعة الإسكندرية؛ حيث انتُخب رئيساً لاتحاد طلاب الكلية، كما سافر إلى ألمانيا واشترك فى أبحاث علمية للتحاليل الطبية فور تخرجه. وسافر كذلك إلى إنجلترا للحصول على الدكتوراه فى الطب. حصل على ماجستير إدارة الأعمال بجامعة أستون بإنجلترا. لم تدفع الجماعة بصاحب العينين الضيقتين، عصام الحداد، فى أى انتخابات نيابية فى السابق، لكن نشاطه فى الجماعة التى كانت محظورة فى عهد مبارك كان سبباً فى اعتقاله لعدة أشهر بين مايو ونوفمبر 2009، إلا أنه كان من أقرب المقربين إلى الرئيس محمد مرسى، حتى إن الأخير اصطحبه منذ أول أيام توليه منصبه رسمياً رئيساً للجمهورية. الكثير من علامات الاستفهام يرسمها نشطاء سياسيون حول أداء مساعد الرئيس للشئون الخارجية، بداية من تمييزه هو والدكتورة باكينام الشرقاوى، بتدشين صفحتين رسميتين لهما على مواقع التواصل الاجتماعى دوناً عن بقية أعضاء الفريق الرئاسى البالغ عددهم 17. جمع «الحداد» بين أكثر من منصب رسمى وغير رسمى فى آن واحد، فكان مديراً لديوان رئيس الجمهورية فى الوقت الذى تولى فيه إدارة حملة مشروع النهضة، مع عضويته بمكتب الإرشاد؛ حيث كان مسئول العلاقات الخارجية فى الجماعة، وأخيراً فى منصبه كمساعد لرئيس الجمهورية للشئون الخارجية.