سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فاينانشيال تايمز: تزايد المتشددين في تونس يثير مخاوف المواطنين والخبراء الصحيفة الأمريكية: الأسلحة التي سلبها المقاتلون من ترسانة "القذافي" زادت من المخاطر في تونس
ذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية أن التزايد الواضح في أعداد التونسيين، الذين ينضمون إلى بعض الحركات الإسلامية، أثار مخاوف خبراء مكافحة الإرهاب ومواطني هذا البلد الذي انطلقت منه شرارة الربيع العربي، والذي يُنظر إليه منذ فترة طويلة باعتباره نموذجًا للعلمانية يُحتذى به بصورة نسبية. ولفتت الصحيفة، في مقال تحليلي على موقعها الإلكتروني اليوم، إلى أن التونسيين شكلوا أكبر عدد من المسلحين الذين شنوا الهجوم الإجرامي الذي حدث في يناير الماضي ضد منشأة "عين أميناس" النفطية في جنوب شرقي الجزائر وقُتل فيه رهائن أجانب، وفي فبراير الماضي أُغتيل السياسي العلماني التونسي المعارض شكري بلعيد على أيدي أشخاص يُعتقد بأنهم متشددون إسلاميون، وهو ما أدى إلى تفجر أزمة سياسية كان لها أثر على تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد. وقالت "إنه بالرغم من أن تونس بلد صغير، إلا أن التونسيين كان لهم حضور بين المقاتلين الإسلاميين في أفغانستان والعراق وسوريا ومالي"، مشيرة إلى أن وجود هؤلاء التوانسة في الخارج وحيازتهم لأدوات القتال عقد من السياسيات الخارجية والداخلية للحكومة التونسية الناشئة. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي في تونس قوله "إن الحكومة التونسية تخشى من عواقب التدخل الفرنسي في مالي"، مضيفًا "إن الحكومة لا تريد أن تظهر وكأنها تدعم الفرنسيين، فهي تعتقد بأن هناك خلايا داخلية يمكن أن تلجأ للثأر، وتخشى أيضًا من عودة هؤلاء الشبان من مالي إلى تونس". ونسبت الصحيفة إلى خبراء قولهم "إن الاضطرابات التي أعقبت الانتفاضات العربية وغياب التنمية الاقتصادية، ربما شكلت أيضًا أرضية خصبة للشباب التونسي للجوء إلى التطرف العنيف". ونقلت الصحيفة عن آرون زيلين، باحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قوله "إن تزايد أعداد التوانسة الذين ينضمون إلى الحركات الإسلامية ليس تجربة فريدة، فهي ليست بظاهرة جديدة، ولكن المعلومات التي باتت متاحة أكثر سمحت لنا بدراسة الموقف بسهولة أكثر مما مضى". ونسبت إلى ميشيل إياري، الباحث في الحركات الإسلامية في تونس لدى مجموعة الأزمات الدولية قوله "إن التوانسة يتوجهون إلى الشرق الأوسط للقتال وهذا أمر تقليدي، هناك نوع من الجاذبية، وهذا ينبع من نظام التعليم؛ إن لديهم قدرًا كبيرًا من المعرفة، ولذا يصبحون كوادر بسرعة كبيرة". ورجحت الصحيفة أن الحصول على الأسلحة التي سُلبت من ترسانة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي خلال العملية العسكرية لحلف الناتو في ليبيا عام 2011، زادت من المخاطر التي يشكلها المسلحون على تونس، تلك الدولة الهشة التي تمر بمرحلة انتقالية دقيقة منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي حكم البلاد طويلًا.