انطلقت، صباح اليوم، أولى جلسات مؤتمر "المواطنة والأقليات تحت حكم الإخوان"، الذي ينظمه منتدى الشرق الأوسط للحريات، والذي يرأسه الناشط القبطي مجدي خليل، أحد قيادات أقباط المهجر، وتستمر فاعليات المؤتمر حتى مساء الغد. ويعد هذا المؤتمر من أكبر المؤتمرات التي تعقد عن الأقليات تحت حكم الإخوان، حيث يشارك فيه بالحضور أو بتقديم أوراق بحثية حوالي 70 سياسيا وأكاديميا وباحثا متخصصا في الموضوع، وستصدر هذه الأبحاث في مجلدين بالعربية والإنجليزية لاستشراف واقع ومستقبل الأقليات تحت الحكم الإسلامي، ويشارك في المؤتمر ممثلون عن الأقباط، والبهائيين، والنوبيين، وبدو سيناء، وناشطات من المدافعات عن حقوق النساء، ويرأس المؤتمر الدكتور أسامة الغزالي حرب، والدكتور كمال حامد مغيث. وتشمل فاعليات المؤتمر 8 جلسات هى "المشاركة السياسية للأقليات تحت حكم الإخوان"، و"وضع الأقليات في الدستور المصري الجديد"، و"وضع الحريات الدينية تحت حكم الإخوان"، و"وضع غير المسلمين في فكر الإخوان"، و"التمييز الديني تحت حكم الإخوان"، و"الوضع الاقتصادي للأقليات تحت حكم الإخوان"، و"أوضاع المرأة تحت حكم الإخوان"، و"مشاكل الأقليات تحت حكم الإخوان". وأشار مجدي خليل، مدير منتدى الشرق الأوسط للحريات، إلى أن المؤتمر يأتي في وقت حرج، حيث تصاعدت مخاوف الأقليات والاعتداءات عليهم وهجرتهم خارج مصر منذ فوز الإخوان المسلمين بالحكم، وقياسا على مصر تصاعدت الاعتداءات ومخاوف الأقليات في الشرق الأوسط كله، حيث يخطط الإسلاميون للسيطرة عليه في ظل موجات ما يسمى بالربيع العربي. وشهدت أولى جلسات المؤتمر، التي تغيب عن حضورها الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي، والدكتور عمرو حمزاوي، وسيد عبد العال، والدكتور أحمد سعيد، هجوما حادا على تنظيم الإخوان، حيث افتتح المؤتمر بكلمة للدكتور بطرس بطرس غالي، أمين عام الأممالمتحدة الأسبق، قال فيها إن حضارة مصر تعطيها قدرا من الحصانة ضد الخضوع للتنظيمات الشمولية. وقال الدكتور حسام عيسى، أستاذ القانون بجامعة عين شمس، "الأقباط ليسوا أقلية بأي معنى من المعاني، فكلمة الأقلية تثير مشكلة، فالأقباط يتكلمون اللغة العربية، وثقافتهم عربية وشاركوا بدور هائل في صناعة الثقافة العربية، وهم أكبر من ساهم في تجديد اللغة العربية في القرن ال19"، وهاجم عيسى، القيادي الإخواني محمد البلتاجي قائلا "إن البلتاجي قال في صحيفة الشروق" (إن الأقباط سيلعبون في السياسة، فما معنى السياسة؟ أن تشارك وتأخذ حقك)، فالأقباط جزء من مكون وليسوا أقلية والانتخابات تعني أن تدير لمدة وليس تسيطر وتقلب كيان الدولة، أو تغير مناهج التعليم وتزيل صورة درية شفيق لأنها ليست محجبة وتكتب أكاذيب لخلق أبطال جدد فى الحركة الوطنية ليس لهم علاقة بها، فالقضية هي قضية الحريات وليس الأقليات، وقضية الأقباط هي قضية هذا الوطن ليس هناك قضية خاصة بالأقباط أو قضية خاصة بالمسلمين، فهي قضية الوطن ككل". وصرح الدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطي، أن الإخوان المسلمين قفزوا على السلطة بتعاون مع القوات المسلحة، وصار الجدل المشهور الدستور أولا أم الانتخابات، مشيرا إلى إصرار الإخوان على الانتخابات، عكس كل القوى الثورية نظرا لجاهزيتهم، وأضاف أن الإخوان المسلمين عرقلوا ظهور حزب إسلامي ديمقراطي، يستوعب تراثها الإسلامي المعتدل لصالح جماعتهم.