قال الدكتور محمد صابر عرب، إننا نحرص على أن يستمر المسرح وظيفة وحلما وثقافة ووعيا في تاريخ هذا الوطن، فالمسرح المصري لعب دورا وطنيا في الوعي الاجتماعي والثقافي والسياسي طوال القرن المنصرم، مشددا على الحرص في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ هذا الوطن على استعادة روحنا وثقافتنا وهويتنا، فالقضية في مجملها أن أحياء كل الجهود المخلصة من الشباب الذين بهم غواية وحب المسرح، باعتباره فنا راقيا وأحد أدوات الوصل الإنساني والحضاري، مع تاريخ متواصل عبر هذا القرن المنصرم وحركة مسرحية أوجدت مناخا اجتماعيا وثقافيا وفنيا رائعا، من خلال أجيال متعاقبة. وأضاف عرب، خلال افتتاح المهرجان المقومي للمسرح المصري، أن تلك الحركة لم تكن في القاهرة وحدها، وإنما في كل المدن والمحافظات، وأضاف أنه في ستينيات القرن الماضي، حيث كانت لقصور الثقافة دورا رائدا في أحياء هذا الفن الراقي في كل ربوع مصر، مستعرضا النهضة المسرحية في الستينات، والتي كتبها بخط يده جمال عبدالناصر الرئيس الراحل، وهو يضع مشروعه الثقافي وهو الثقافة الجماهيرية. وشدد عرب على أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان لديه حلما ومشروعا ثقافيا كبيرا، من خلال المسرح والسينما وأكاديمية الفنون، ونفذ هذا المشروع آنذاك وزير الثقافة، ثروت عكاشة لكي يحيلها إلى أعمال فنية مبدعة أوجدت حالة من بعث الروح الوطينة والثقافية والفنية في كل ربوع مصر، متمنيا أن يكون هذا المهرجان في هذه الدورة بمثابة رسالة حب وعرفان بالجميل لكل الفنانين ومبدعي المسرح المصري، وأن تكون هذه الدورة رسالة تقدير وحب لكل الشباب الذين يتحرقون شوقا لاستعادة المسرح المصري مرة أخرى، مقدار حجم التحديات والظروف. وأشار إلى أن مهرجان آفاق مسرحية، احتضن فرق شابة بأموال قليلة وأقاموا فرق خاصة وشاركوا في هذا المهرجان بأعمال في مجملها تجريبية، فالمسرح المصري هو العمود الفقري لأي عمل مبدع جاد طالما أن هذه الأجيال محبة للمسرح وتتوق شوقا أن تعمل وتبدع، مؤكدا أن المسرح المصري سيظل في هذه اللحظة الحرجة التي يمر بها الوطن عقب هذه الظروف الصعبة في كل الأوطان الكبيرة، وقطعت شوطا كبيرا في الحضارة فكرا وإبداعا حتى في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، مرت بظروف ولكنها كانت بمثابة ميلاد وبعث جديد للفنون والآداب والثقافة. وأضح عرب أننا مقبلون على هذه المرحلة، وقد يتصور البعض أننا سنظل هكذا في كبوتنا، ولكن ذلك يخالف حركة التاريخ وقواعده، فهذا التاريخ البعيد والعميق لأكثر من 7000عاما، فنحن جذورنا تمتد لهذه السنوات الطويلة، ولا يمكن لشعب يمتلك هذا التراكم الحضاري والثقافي والإنساني، أن يقع في كبوة لا يخرج منها، مؤكدا على أننا سنخرج أكثر قوة وصلابة وحرية وإبداع وإنتاجا للفنون والآداب.