تعترف النجمة أصالة بأن شخصيتها مثل ألبومها الأخير «شخصية عنيدة» ولكنها «عنيدة» فيما تراه حقا. ولهذا لم تندم النجمة السورية على دعمها للثورة فى بلادها منذ الأيام الأولى لاندلاعها، ورافضة لآراء ومواقف الكثير من الفنانين السوريين الذين وقفوا ضدها وأيدوا نظام الرئيس بشار الأسد، معتبرة أن هؤلاء الفنانين خذلوا شعبهم قبل أن يخذلوها ويخذلوا أنفسهم. وما بين السياسة والغناء من ناحية وتقديم البرامج والتمثيل من ناحية أخرى يدور هذا الحوار مع أصالة.. الإنسانة والفنانة. * ما أول شىء ستفعلينه إذا نجحت الثورة السورية؟ - سأكتب رسالة للشعب السورى حتى يتكاتف الجميع وينظروا للمستقبل لا الماضى، ويبتعدوا عن فكرة الانتقام حتى لا تلوث أياديهم بالدماء، ويكون مستقبلنا أفضل. * هل خذلتك مواقف بعض الفنانين السوريين تجاه الثورة السورية؟ - خذلوا شعبهم ولم يخذلونى، وبشكل خاص أقدر الذين أعلنوا رأيهم بصراحة مثل فضل شاكر الذى يتمتع بدرجة عالية من الرجولة، وهذا ما ثبت من خلال مواقفه السياسية. * لكن البعض منهم هاجمك مثل ميادة الحناوى؟ - ميادة لا تعرف أى شيئاً عن الثورة، لكنها سألت: أصالة تؤيد من؟ فقالوا لها: أصالة مع الثورة، فقالت: إذن أنا ضدها. * لماذا كل هذا الهجوم عليكِ بالتحديد بالرغم من إعلان عدد كبير من الفنانين تأييدهم للثورة؟ - لأننى أعلنت موقفى من الثورة فى أيامها الأولى، عندما كان عدد الثوار قليلا، وقبل أن تعلن أى دولة موقفها مما يحدث فى سوريا. * لكنك خسرت الكثير من جمهورك؟ - كان لازم أخسر هؤلاء من البداية لأن ردود فعلهم كانت بذيئة، ولا يشرفنى أن يكون من جمهورى أشخاص بهذا المستوى الأخلاقى. * بصراحة.. هل ندمتِ على موقفك السياسى؟ - إطلاقاً.. لم أندم على شىء فى حياتى من قبل، خاصة مواقفى الثابتة، وهى المؤشّر الذى يدلّ علىّ لأننى لا أريد أن أكون غير نفسى. * من وجهة نظرك.. هل تعتقدين أن الثورة المصرية حققت أهدافها؟ - لا أريد أن أبدى رأيى فى الثورة المصرية لأن المرحلة التى نعيشها الآن مرحلة تخبط، والفترة الانتقالية بعد الثورات هى الأصعب دائما، والشباب فى مصر يحتاج إلى دليل، وأتمنى أن يكون هناك آلاف من الشباب بعلم الدعاة معز مسعود أو مصطفى حسنى لتوعية الشباب، لأن الشعوب العربية تنظر إلى الحياة نظرة سوداوية دائماً، حتى عندما نضحك نقول: «خير اللهم اجعله خير». * هل أثرت الأحداث السياسية التى تمر بها سوريا ومصر على نجاح ألبومك الأخير «شخصية عنيدة»؟ - أعتقد أن طرح ألبومى الجديد جاء فى توقيت مناسب، وذلك لأن الناس فى حاجة إلى أى شكل من أشكال الفرح، وهناك طقوس معينة يقوم الناس بها للخروج من أحزانهم، وأعتبر هذا الألبوم بمثابة مواساة للناس، وإن واسى عشرة أفراد وأخرجهم من أحزانهم فهذا يكفينى. * قدمتِ فى الألبوم موسيقى وأشكالا جديدة عما قدمته من قبل.. فهل نجحت المغامرة؟ - بالفعل كانت مغامرة، لكن الحمد لله حققت نجاحا، وهذا الألبوم مختلف فى كل الأغانى التى قدمتها من حيث الشكل الموسيقى الذى تعوّد عليه جمهورى، لذا استغرق الألبوم أكثر من 3 سنوات من التحضير، لأن التغيير يستغرق وقتا، ولابد أن يكون نابعا من ثقة حتى يصل إلى قلوب الناس، وفى تاريخى الفنى لم أستغل نجاح أغنية خاصة بى، لأكررها بشكل آخر حتى يعيش نجاحها مع الناس. * وماذا عن كليب «روحى واخدانى» الذى سيعرض قريبا؟ - أنتظر بشغف عرضه. ورغم أن طابعه رومانسى، فإنه لا يتشابه مع أى أغنية قدمتها من قبل، كما أن طريقة الإخراج التى استخدمها زوجى طارق العريان ذات لون رومانسى جديد تتخلله بعض الخدع البصرية التى سيفاجأ بها الجمهور. * هل يمكن أن تتعاونى مع مخرج آخر غير زوجك؟ - أثق فى زوجى وأترك له وجهة النظر فى اختيار الكليب، وإذا وجد مخرجا جديدا ورشحه لى سأتعاون معه، حيث أترك لزوجى الرؤية الفنية، خاصة أن لديه خبرة كبيرة فى هذا المجال. * بعد عرض برنامج «صولا».. كيف شاهدتِ نفسك كمذيعة لأول مرة؟ - سعيدة بهذه التجربة. وبالتأكيد أى إنسان يقدم شيئا لأول مرة تكون لديه أخطاء، وأنا أتعلم من أخطائى، وكان أكثر خطأ ملحوظ بالنسبة لى هو أننى كنت أتحدث كثيرا، ربما أكثر من الضيوف أنفسهم، وقد حاولت تلاشى هذه الأخطاء فى الموسم الثانى من البرنامج، مع احتفاظى بتلقائيتى حيث أردت أن يشاهد الناس أصالة الإنسانة وحياتها العادية بعيدا عن الأضواء. * هل استعدتِ لون شعرك الطبيعى بعد انتقاد الجمهور لك فى الموسم الثانى من «صولا»؟ - لم يعجبنى لون شعرى عندما حولته إلى الأشقر، بالإضافة إلى أننى اقتنعت بآراء جمهورى لتغييره، لذا غيّرت لونه واستعدت لونه الطبيعى. * هل تفكرين فى التمثيل؟ - سأخوض التجربة بشكل صغير، وأشارك كضيفة شرف فى مسلسل «ألف ليلة وليلة»، ولأننى أعتبر نفسى ممثلة محدودة فإننى لا أسعى وراء التمثيل. * من وجهة نظرك ما سبب اتجاه عدد كبير من المطربين إلى تقديم برامج؟ - نوع من المشاركة والوجود، ولا أعتقد أن مطرباً يستطيع تقديم برنامج مثل نجوم البرامج المتخصصين، كما أننى قدمت برنامجى ليس باعتبارى مقدّمة برامج، بل بطبيعتى وشخصيتى الحقيقية، بدليل أنه جاء بمثابة جلسة فنية ارتجالية أكثر منها برنامجا، لذا لا أستطيع القول إننى مقدمة برامج أو إعلامية. * ما سر قيامك بإغلاق صفحتك الخاصة على «تويتر» لفترة مؤخرا قبل أن تعود للعمل مرة أخرى؟ - أغلقتها لأننى فوجئت بنوعية من البشر لم أتخيل أبدا أنهم بهذه القدرة على الإساءة للآخرين بسبب مواقفى الداعمة للثورة، وكنت أنوى إغلاقها بشكل دائم لكن بعض أصدقائى وجدوا حلا، حيث يدخلون قبلى ويمسحون الشتائم والإساءات لأظل على تواصل مع جمهورى. * ما رأيك فى استخدام الفنانين الآن لمواقع التواصل الاجتماعى للالتقاء مع جمهورهم؟ - رغم أننى لا أجيد استخدام مواقع التواصل الاجتماعى بشكل محترف، فإننى لا أنكر أننى سعيدة به وأنا أتحدّث مع جمهورى من خلاله، وأعبّر عمّا بداخلى مباشرة، من دون وسيط. * طرحت أغنية «أول عيد ميلاد» وهى أغنية خاصة بتوأمك «آدم وعلى».. ألم تخشى من الحسد مثل كثير من الفنانين؟ - أؤمن بالحسد لكننى لا أفكر فيه وأحببت أن يشاهد الناس فرحتى بأطفالى وأن يشاركونى فرحتى، وهى أغنية خاصة لم تذع على القنوات، وطرحتها على صفحتى الرسمية على موقع «الفيس بوك». * متى بكيت آخر مرة؟ - أبكى كل يوم عندما أشاهد ما يحدث فى سوريا الآن، وأتمنى أن تنجح الثورة السورية قريبا.