أكدت مارجريت عازر النائبة فى مجلس الشعب عن حزب الوفد، أن مصير الجمعية التأسيسية للدستور، سيكون إلى الانهيار كسابقتها، وقالت فى حوار مع «الوطن»، إن القوى التى ارتضت أن تمرر الاتفاق الأخير حولها ب«تبيع مصر». * لماذا انسحبت من الاجتماع المشترك لمجلسى الشعب والشورى لاختيار «التأسيسية»، وكيف كانت الكواليس؟ - بداية قبل دخولنا الاجتماع تسلمنا قائمة بها 100 اسم لنختارها بعد ذلك أمام الكاميرات بالانتخاب، وهذه تمثيلية على الناس، لدرجة أن البعض أعلن كل الأسماء قبل التصويت، ثانياً، أنا وزملائى المنسحبون لم نكن نعرف من هى الشخصيات الموجودة فى القائمة، وبينهم أشخاص لا يمتون بصلة للعمل السياسى (المحامى فلان، وزوجة فلان أو بنت عمه أو بنت خالته أو مديرة الحملة الانتخابية لفلان). *البعض أرجع انسحابك إلى أنك لم تكونى من بين الأسماء المائة؟ - أنا كنت من الأسماء الموجودة فى التأسيسية الأولى، وأخذت أعلى الأصوات، ومع ذلك انسحبت، لأنى كنت أرى أن التأسيسية بهذا الشكل غير متوازنة ولا تخدم مصر، ومن ثم فضلت تقديم المصلحة العامة على مصلحتى الشخصية، وهو ما فعلته فى المرة الثانية، وفضلت التضحية بموقعى القيادى فى الوفد كسكرتير مساعد له، بعد مخالفتى لقراراته، مقابل تفضيل مصلحة مصر. * ما ملاحظاتك على طريقة اختيار الأسماء ال100 ونسبة تمثيل المرأة والأقباط وبقية الفئات؟ - الطريقة التى ارتضتها القوى السياسية فى اجتماعها الأخير مع العسكرى، بتقسيم المجتمع إلى 50% للإسلام السياسى و50% للمدنيين كانت سيئة ومهينة، فهل المدنيون مثلا ليسوا مسلمين؟، كما أن نسبة النساء والأقباط محدودة، بعد اختيار 5 نساء فقط، اثنتين منهن تنتميان للحرية والعدالة، و3 محسوبات على القوى المدنية، والأقباط مُثلوا ب 6 مقاعد، 4 من الكنيسة، و2 مدنيين، يأتى ذلك رغم أن الأحزاب المنسحبة أعلنت أنها متنازلة عن مقاعدها الستة لصالح المرأة والأقباط، لكن هذه المقاعد لم تذهب لهم، وأستطيع القول إن الأحزاب التى اختارت هى أول من همشت المرأة والأقباط، فهى أحزاب طاردة لهما. * عقب خروجك من الاجتماع قلت إن «تمثيل القوى المدنية للمرأة والأقباط زى الزفت» فكيف كان ذلك؟ - بعد انسحاب أحزاب المصرى الديمقراطى والتجمع والمصريين الأحرار وغيرها من أحزاب الكتلة المدنية، أصبح اختيار الأسماء ال50 المخصصين للكتلة المدنية فى يد الوفد والوسط وغد الثورة، وفى آخر اجتماع للاتفاق على هذه الأسماء، فوجئت بأنهم يبحثون عن أى أسماء من السيدات أو الأقباط فى الوقت الذى توجد لدينا فيه قامات، والأسماء التى اتفقنا عليها مع بقية القوى قبل انسحابها، مثل الدكاترة محمد غنيم وأحمد زويل وفاروق الباز، استبعدت فجأة. * ألم تُستشاروا فى هذه الأسماء؟ - لا.. لم يؤخذ رأينا، لا كأعضاء هيئة برلمانية فى الحزب ولا كأعضاء فى الهيئة العليا، وأنا عضوة فى الاثنين، وتعاملوا معنا ب«روح القطيع»، خصوصاً أننى اتصلت بفؤاد بدراوى -سكرتير عام حزب الوفد- أكثر مرة لأعرف اختيارات الحزب ولم يطلعنى عليها، ومرة أخرى قلت له إن «الاختيارات وحشة وسأنسحب»، فقال لى انتظرى نصف ساعة يمكن أنسحب معاكى، ومرة أخرى قال انتظرى ساعتين ولم يرد علىّ، فأنا مع الالتزام الحزبى لكن الحزب هو الذى لا يحترم أعضاءه. * كيف استقبلت قرار تجميد عضويتك مع 5 آخرين؟ - هناك 13 نائباً وفدياً وافقوا على الانسحاب معنا وكتبوا فى بطاقات التصويت «البقاء لله فى مصر» أو «حسبى الله ونعم الوكيل»، أما بالنسبة للخمسة المجمدين، فهم الذين لم يوقعوا فقط فى الدفتر الخاص بالانتخاب، وهناك من حصر هذه الأسماء الخمسة وأبلغ بها قيادة الحزب، والحقيقة أنا غير متعجبة من قرار التجميد، يكفينى أن الشارع رافض لمثل هذه المواقف التى يتخذها الحزب، التى يسأل عنها الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب وبدراوى فقط، وليس الوفديين، ويكفينى شرفا أننى دافعت عن موقف محترم. * لماذا لم تستقيلى من الحزب إذن؟ - لن أستقيل من الحزب فأنا مؤمنة بثوابته.. والوفد فى كبوة بسبب قيادته الحالية.. وأنا متأكدة أنه سيعبر هذه الكبوة. * هل تعتقدين أن الاتفاق الأخير جاء فى إطار صفقة سياسية بين الوفد والحرية والعدالة؟ - لست مع نظرية المؤامرة، لكن ما يبدو واضحاً أمام الناس أن القوى السياسية التى وافقت على الاتفاق الأخير ونفذته ب«تبيع مصر». * هل تتوقعين استمرار التأسيسية؟ - أتوفع انهيارها ويستحيل أن تستمر بتشكيلها الحالى، لأنها غير معبرة عن كل ألوان الطيف المصرى، ولا نستطيع القول إن الوفد بسياساته الحالية التى تبتعد عن نبض الشارع، والوسط وغد الثورة، ممثلون لكل القوى المدنية. * ما الطريقة المثلى التى يجب أن يكون عليها شكل دستور الثورة؟ - كنت أتمنى تمثيل كل تيار أو حزب أو جهة بعضو واحد فقط، بدلا من الطريقة الحالية التى يحظى فيها الحرية والعدالة وحده ب 16 مقعدا.