وسط كرنفال الأحداث وموجات الغضب التى يغرق فيها الشارع، للمطالبة بالقصاص لشهداء مجزرة بورسعيد.. ظهر وجهان من شهداء ألتراس أهلاوى على حائط بحى الهرم يستنكران نسيان دماء الشهداء التى سالت على تراب الوطن. «لحقتوا تنسونا؟!»، سؤال مطبوع بجوار جرافيتى لصورتى مصطفى متولى ومحمد سرى شهيدى مباراة بورسعيد. «الجرافيتى» المرسوم على حائط بمحطة المطبعة فى شارع فيصل، من صناعة فريق ألتراس أهلاوى بمنطقة الهرم، مخاطبين الناس على لسان شهدائهم بعدم نسيان القصاص، أحد أعضاء الألتراس -رفض ذكر اسمه- قال إن أنشطتهم فى الشارع متنوعة تعتمد على الفنون لجذب انتباه الجماهير والتضامن معهم؛ «اللى ماتوا مش شباب الألتراس بس دول أبناء مصر برضه، ولازم كلنا نطالب بحقهم». «لحقتوا تنسونا؟!»، اسم جذاب للجرافيتى يحرك مشاعر من يشاهده، يقول الشاب الأهلاوى: «لو أى حد كان ليه ابن فى اللى ماتوا مكنش هيسكت غير لما يحاكم كل اللى قتلوه». أما «أحمد»، عضو رابطة مشجعى الأهلى، فيتحدث بهجوم شديد على تجمد مشاعر الناس: «إحنا شعب مبقاش يحركه الدم، ودى بقت أكبر مشكلة»، واصفاً القتل وإسالة الدماء بأعظم أشكال العنف المحرك للمشاعر، وأبغض الأعمال وأكبرها ذنباً عند الله، محللاً «اللامبالاة» أمام الدم بأنها ترجمة لملل الناس وانشغالهم بلقمة العيش: «فيه ناس زهقت، وناس تانى غلابة عايزة تعيش وخلاص»، يعتبر «أحمد» الجرافيتى طريقة عتاب للناس على نسيان الشهداء وطريقة لإفاقة الناس من دوامة الأحداث الجارية وتذكيرهم بحقوق كل شهداء الوطن وليس الألتراس فقط: «لو كل واحد اهتم بحق القصاص للناس اللى ماتت، تمن المصرى وقيمته هتغلى».