سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد المعركة: الأمن المركزى يُحيى الإخوان أثناء الانسحاب.. وراية الجهاد فوق علم مصر قوات الأمن تطلق سراح الإخوان من مسجد المقطم بعد احتجاز الثوار لهم لمدة 6 ساعات.. والمحلات تغلق أبوابها عدا المطاعم والمقاهى
ميدان السيدة عائشة مزدحم، وموقف الميكروباصات مكتظ بالمواطنين الذين يبحثون عن وسيلة نقل تقلهم إلى المقطم للمشاركة فى مظاهرة «رد الكرامة»، وحديث بين أشخاص يحمل فى طياته تحذيرات من التوجه إلى المقطم، ومعلومات عن كمائن لعناصر تنظيم الإخوان تجبر السيارات على التوقف للتعرف على هوية الركاب، واحتجاز كل من أثبتت هويته أنه ليس من أبناء المقطم، وسط حالة اليأس من عدم وجود سيارات تنقل المتظاهرين إلى المقطم، يخرج سائق ليعلن موافقته على نقل الركاب بشرط أن يصعد بالسيارة الجبل فقط، وعلى الراكبين النزول أول المقطم وإكمال طريقهم سيراً على الأقدام. الطريق مظلم، بعض المتظاهرين يعودون من الجبل مترجلين لغياب السيارات، يبدأ عدد المتظاهرين فى التقلص، الساعة تشير للعاشرة، بدأ هجوم من قوات الأمن المركزى ب3 مصفحات أمن مركزى، أطلقت القنابل المسيلة للدموع، ورصاصات «خرطوش»، وأجبرت المتظاهرين الموجودين فى مسجد المقطم على الفرار، وأطلقت قوات الأمن سراح عناصر الإخوان المحتجزين فى المسجد لمدة 6 ساعات، بعد إخلاء المسجد، وعادت قوات الأمن لمكانها أمام مكتب الإرشاد، وسيطر هدوء حذر على المنطقة، فيما انتشر العشرات من المتظاهرين فى المقاهى. شارع «9» خيَّم عليه شبح حرب الشوارع، الهدوء والسكينة بُدلا بكرّ وفر، ماسورة مياه تضرب فى أول الشارع، وحجارة متناثرة فى الأرض كمخلفات للمعركة الدائرة، الظلام الدامس يغمر المكان، المحلات التجارية تغلق أبوابها، لكن بعض المطاعم الغذائية فتحت أبوابها للمتظاهرين، فالرزق فى يوم كهذا وفير، طالما القنابل والمولوتوف لا تطال المحلات، دقت الساعة معلنة انتصاف الليل، خلا شارع «9» ومحيط مكتب الإرشاد تماماً من المتظاهرين. 10 من عمال محطة البنزين الموجودة فى الشارع جلسوا فى ترقب خشية الاقتراب منها أو وصول الاشتباكات إليها، يقول رامى محمد، أحد عمال محطة الوقود، إنه موجود خوفاً على أهالى المنطقة، مشيراً إلى أن قنبلة «مولوتوف» واحدة كفيلة بإشعال حريق على مدى كيلومتر مربع، يستغرب من عدم وجود أى قوات دفاع مدنى لحماية المكان، لا يطلب الشرطة للحماية، يقول إن الشرطة تحتاج لمن يحميها الآن، يحكى أنه أثناء اشتعال الأحداث قدم عشرات من الشباب وأرادوا أخذ بنزين قائلين «الحقونا إحنا بنموت» إذ أرادوا صنع قنابل «مولوتوف» لصد هجوم الإخوان عليهم، لكن كان ردهم الرفض. المنازل فى الشارع أغلقت نوافذها، لا يلمح منها ضوء، يريدون إخفاء وجودهم عن المكان، شباب الإخوان متمركزون فى محيط مكتب الإرشاد ومحيط مسجد بلال بن رباح، يجلسون بالآلاف جاءوا من عدد من المحافظات لا يهمهم انقضاء المعركة، الشباب فى محيط مسجد بلال، يتناولون عشاءهم جبناً وخبزاً وبعض معلبات من «سوبر ماركت» يفتح أبوابه إليهم، «شعبة طنطا بالغربية»، الذين قدموا فى أتوبيسات خاصة لحماية المقر، البعض الآخر يتحلق حول دائرة من النيران، يتلمسون الدفء، غياب الاشتباكات دفع بالبرد إلى الأعماق، قطب مصطفى، أحد الموجودين فى محيط مسجد بلال، لم يمنعه تجاوز عمره الخامسة والأربعين من أن يمسك بعصا كبيرة، يكره ومجموعته الإعلام، يقول إن الإعلام هو السبب فيما يجرى الآن، لا يستغرب الحرق الذى حدث لجريدة «الوطن»، يزعم «قطب» أن سبب الحريق هو أن الجريدة كانت تؤجر مجموعة من البلطجية ولما اختلفت إدارة الجريدة مع البلطجية، قام البلطجية بحرق المقر، تؤمن بقية الشعبة على حديثه، ويزيد أحدهم من انتقاده للتليفزيون المصرى الذى لم يغطِّ خطبة الرئيس للمعلمين. يكمل «قطب» قائلاً إنه جاء لمقر مكتب الإرشاد حماية لدينه وأمواله، وإن كل عضو فى «الجماعة» يخرج 7.5% من راتبه الشهرى، ليدخل فى خزانة «الجماعة». يرى أن ذلك ينصر الإسلام ويعزه، لا يختلف عن كون الإسلام لم يطبق بعد، لكنه يجد فى الرئيس «مرسى» ساعياً حثيثاً لتطبيقه، يؤكد أنهم لن يتركوا المقر مهما زادت حدة الاشتباكات، فى الأفق تلوح راية الجهاد السوداء مكتوباً عليها بالأبيض «لا إله إلا الله.. محمد رسول الله» أعلى علم مصر، يقول إنها راية رسول الله فى معاركه، وهم يتأسون به، تبدأ سيارات الأمن المركزى فى المضى قدماً للذهاب لمجمع المقطم للشرطة، يلوح العساكر لشباب الإخوان، ويرد لهم الشباب التحية، تأتى الأخبار بأن عشرات يعاودون الهجوم على قوات الأمن المحاصرة لمكتب الإرشاد بعد تواتر أنباء عن مقتل أحد المتظاهرين، لا يهتز «قطب» ورفاقه، يقفون حاملين عصيهم فى انتظار خوض المعركة.