كرر شباب الإخوان «موقعة المقطم» مرة ثانية، فى جمعة «رد الكرامة»، أمس، بعد الأولى التى وقعت السبت والأحد الماضيين ضد عدد من النشطاء والصحفيين، وانتظروا المتظاهرين فى الشوارع الجانبية لمقر مكتب إرشادهم بالمقطم، واعتدوا عليهم، ما أدى إلى اشتباكات بين الطرفين. ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين وشباب الإخوان، فى مدخل شارع 10 بالمقطم، الذى يقع فيه مكتب الإرشاد، أسفر عن إصابة العشرات من الطرفين، وتبادل الطرفان قذف الطوب والضرب بالشوم والعصى، وامتنع الأمن المركزى عن التدخل لفض الاشتباكات، واكتفى بإغلاق شارع 10، وهتف المتظاهرون: «يسقط يسقط حكم المرشد»، و«باطل»، و«ارحل يعنى امشى ياللى مبتفهمشى». ووصلت مسيرتان من المتظاهرين إلى ميدان النافورة، من السيدة عائشة، الأولى ضمت العشرات من البلاك بلوك، والثانية الآلاف من المتظاهرين حاملين «الشوم» وحطموا 4 سيارات و3 أتوبيسات تابعة لإخوان شمال سيناء، ما جعل أعضاء التنظيم يتراجعون إلى أمام مقرهم فقط. وشهد جبل المقطم، عمليات كر وفر بين الجانبين، وألقى الإخوان الحجارة على المتظاهرين، فيما أطلق مجهولون طلقات نارية وخرطوش على المتظاهرين. وتحول محيط مكتب إرشاد الإخوان إلى ثكنة عسكرية بعد أن كثفت قوات الأمن المركزى من وجودها، ودفعت ب16 تشكيلا للأمن المركزى و6 مدرعات وقوات مكافحة الشغب والعمليات الخاصة، وشكل شباب الإخوان عدة فِرق لتأمين المقر تنوعت بين فرق استطلاع وجدت عند مداخل شارعى 8 و10 لرصد أى تحركات للمتظاهرين، وأخرى لتوثيق المظاهرات أعلى المقر، فيما تمركزت الفرقة الثالثة، داخل المقر، بقيادة أحمد المغير، رجل خيرت الشاطر، نائب المرشد، وانتشرت رايات الجهاد السوداء فى يد الإخوان وشباب حركة حازمون، الذين أدوا إحماءات رياضية ورددوا هتافات «صاعقة إخوان»، وشكل الأهالى لجاناً شعبية فى بعض شوارع المقطم، لمنع وصول الإخوان أو المتظاهرين لهم. وفى المنيل، اقتحم المتظاهرون مقرا فرعيا لحزب الحرية والعدالة، بالمنيل، فيما حاصر العشرات من المتظاهرين مقر جريدة الحرية والعدالة، حتى مثول الجريدة للطبع. وفى التحرير، تظاهر العشرات احتجاجاً على اعتداءات «الإخوان» ضد النشطاء والصحفيين، الأسبوع الماضى، وأعلن المتظاهرون الذين توجهوا بعد الصلاة إلى مكتب الإرشاد أنهم سينفذون قرار المحكمة الإدارية بحل الجماعة بأيديهم، وأنهم سيحاصرون جميع المقرات ويطردون أعضاءها من السلطة، ووجهوا رسالة إلى شباب الإخوان أبوإسماعيل بعد تهديده باقتحام الميدان قائلين: «لو كنتوا رجالة فنحن ننتظركم فى الميدان». وطالبت المنصة الرئيسية فى التحرير القوات المسلحة بالانضمام لصفوف الثوار والقبض على «مرسى» وأعضاء الإخوان وحركة حماس فى مصر، ووجه الميدان رسالة إلى المهندس خيرت الشاطر، قائلين وسط تهليل من المتظاهرين: «العب بعيد يا شاطر». من ناحية أخرى فرض تنظيم الإخوان حالة من السرية الشديدة على مكان الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان، لدرجة أنه لم يشارك فى جنازة محمود الأسيوطى، أحد أفراد الرعيل الأول للإخوان، التى شيعت، أمس، من بنى سويف، فيما أدى المهندس خيرت الشاطر، صلاة الجمعة بمسجد بلال بن رباح بالقرب من منزله. وقالت مصادر إخوانية، إن قيادات «الإرشاد» فضلوا إبعاد «بديع» عن مقر الإخوان، مشيرة إلى أنه وجد فى الصباح بمنزل نجله بالتجمع الخامس.
