في الثاني والعشرين من مارس عام 1928، اجتمع 6 من الشباب هم: حافظ عبد الحميد، وأحمد الحصري، وفؤاد إبراهيم، وعبد الرحمن حسب الله، وإسماعيل عز، وذكي المغربي، وسابعهم حسن أحمد عبد الرحمن، الشهير ب"حسن البنا" مدرس اللغة العربية بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية الأميرية، ليضعوا اللبنة الأولى لجماعة الإخوان المسلمين، بمدينة الإسماعيلية، واضعين الدعوة وإصلاح المجتمع هدفا أسمى. أما فى الثاني والعشرين من مارس عام 2013، يتجه عدد من القوى الثورة صوب مقر جماعة الإخوان المسلمين، الحاكمة في مصر، فيما أسموه جمعة "الكرامة"، بعد قيام عدد من شباب الجماعة بالاعتداء على الصحفيين والنشطاء السياسيين المناهضين لحكم الإخوان والرئيس محمد مرسي أمام مكتب الإرشاد، منذ أيام. 85 عاما تفصل بين تأسيس الجماعة، وبين السعي إلى أبعادها عن سدة الحكم، التى وصلت له بعد عناء دام أكثر من 83 عاما، بخاصة وأن الجماعة في انتظار حكم المحكمة الأسبوع القادم، في طعن على قرار بحلها، علما بانتماء لأول رئيس مصري بعد الثورة لها. جماعة الإخوان التى سعت، بقيادة البنا، من الدقيقة الأولى للإصلاح والدعوة، فشلت حين وصلت لسدة الحكم في التوافق مع قوى المعارضة، فى العديد من الحوارات، وتعالت هتافات المعارضين بالميادين تطالب بإسقاط حكم "مرشد الجماعة"، محمد بديع الآن، فيما يتعرض غدا تزامنا مع ذكرها مكتب إرشادها للزحف من جانب قوى المعارضة، الرافضة لأسلوبها اتجاه معارضيها الأسبوع المنقضى. وبعد 85 عاما أيضا من العمل، بدأت الجماعة في توفيق أوضعها القانونية كجمعية أهلية، تندرج تحت القانون، بخاصة بعد حلها رسميا عام 1954 وأجبرت على العمل في الخفاء، حتى الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في الثورة قبل نحو عامين. وشباب الجماعة الذي يستعدون من الليلة للذود عن مقر الجماعة ضد أى اعتداء متوقع، وأعلن أحمد المغير، أحد القيادات الشبابية بجماعة الإخوان، والمعروف إعلاميا بذراع خيرت الشاطر نائب المرشد، أن شباب الجماعة يتمتعون بكامل الحق والحرية في الدفاع عن مقرهم بأي وسيلة، لافتا إلى أن أي فرد من أفراد الجماعة إذا تعرض للإصابة أو الوفاة نتيجة حمايته للمقر سيكون في نظر الدين الإسلامي "شهيدا" وأنه في نظر سيادة دولة القانون "ضحية" على الجهة الأخرى، وأكد أن من يُقتل من المتعدين على مكتب الإرشاد الذين وصفهم بلقب "العصابات الإرهابية" سيكون مصيره "النار" وفي نظر القانون "جانيا". يذكر أن مقر مكتب الإرشاد يقع بالمقطم، وقد بني بعد الثورة ليكون مقرا للجماعة، بدلا من مقر ما قبل الثورة بالمنيل، والذي أصبح الآن مقر لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي للجماعة.