المكان مختلف تماما عن كل الصالونات الحريمى، داخله لا تجد مصرية واحدة رغم أنه يقع فى قلب منطقة «المعادى الجديدة»، ولا تسمع اللغة العربية فى حوار أى منهن، بل تسمع لغات أفريقية مختلفة، وإن كانت صاحبته تضطر إلى استخدام العربية الفصحى عندما تتعامل مع زبونة مصرية، وهذا لا يحدث إلا نادرا. فى منطقة المعادى الجديدة، حيث إقامة عدد كبير من الفتيات الأفريقيات، قررت نانا جاوى -إثيوبية الجنسية- أن تحول شقتها إلى كوافير مخصص لتضفير الشعر بطريقة الرستة. المكان مزدحم عن آخره بعاملات وزبائن من جميع الأعمار والفئات والجنسيات، الأصوات مختلطة وغير مفهومة، العاملات والزبائن ينتمين إلى دول أفريقية مختلفة: السوادن وإثيوبيا وجزر القمر وغانا، الكل يمارس عملا واحدا هو تضفير الشعر بالطريقة الأفريقية الشهيرة. نانا تعيش فى مصر منذ 5 سنوات، لم تجد عملا مناسبا بعد هجرتها من الحبشة، ففكرت أن تستغل شقتها فى عمل كوافير أفريقى، خاصة أنها تسكن فى منطقة يتمركز فيها عدد كبير من الأفريقيات. ذاع صيت نانا فى المنطقة، وبدأ محل الكوافير الخاص بها فى استقبال عدد أكبر من الزبائن، فأرسلت إلى أختها فى الحبشة لتعمل معها، وبعد فترة طلبت فتاة حبشية أخرى للعمل: «أختار الحبشيات تحديدا لأنهن أكثر مهارة فى التضفير، خاصة أن هذا النوع من الضفائر قد يستغرق عشر ساعات من العمل». نانا توفر كل ما يتعلق بالتراث الأفريقى من «استايلات» فى تضفير وتركيب وخياطة ولصق الشعر بالطريقة الإثيوبية: «نقوم فى الصالون بجميع الضفائر الحبشية وأشهرها (الباشو)، وكذلك الاستايل النيجيرى الذى يمتاز بالضفائر الناعمة، والاستايل الجامايكى الذى هو نفس شعر (بوب مارلى) الذى يمتاز بكبر الضفيرة». الخامات التى تستخدمها نانا من خيوط وشعر مستعار تأتى من إثيوبيا وساحل العاج وتتراوح أسعار التضفير بين 200 و300 جنيه حسب طول الشعر، نانا التى تتحدث العربية الفصحى سعيدة بوجود مصريات يرغبن فى عمل «الرستة» الإثيوبية.