داخل سنتر القدس بمدينة الشيخ زايد، وتحديداً فى الدور الثالث يقبع حزب الحرية والعدالة بالمدينة، على السلالم المؤدية لمقر الحزب، هناك بعض الرسومات باللون الأسود: «يسقط يسقط حكم الإخوان»، بينما كلما تدنو خطى القادم إلى المقر تجد أن تلك الكتابات تُمحى رويداً رويداً لتتحول إلى «يحيا الإخوان». السنتر يتكون من 4 طوابق، ملفوفة بشكل دائرى، الطابق الثالث الذى يحوى مقر الحزب تقريباً شبه خال من أى مكاتب إدارية أو محلات تجارية.. «معتز» صاحب أحد محال بيع وصيانة أجهزة الكمبيوتر فى الطابق الثانى، يخشى دائماً من الهجوم على السنتر وحرق المقر، وهو ما سيؤدى بالتالى إلى إمكانية اقتحام محل رزقه: «المحل كله أبوابه إزاز وممكن يتكسّر فى أى وقت ويتسرق». فى الطابق الأرضى من السنتر هناك محلان أحدهما لتزويد إطارات السيارات بالهواء، والآخر لبيع العطور، صاحبه، أحد الملتحين يُدعى عم «مصطفى»، يرى أن موقع المقر متميز بالنسبة لأى مواطن قاطن بالمدينة: «دى مصلحة عشان الناس كلها تعرف تيجى على هنا.. ده غير إنه رواج للمحلات اللى هنا.. لأن فيه ناس كتير بيروحوا الحزب وبالتالى بيعدوا علينا»، الرجل الذى يقول إنه غير منتم لأى تيار إسلامى وإن لحيته ل«الله» يرى أن الرئيس محمد مرسى «طيب.. وعشان كده لازم نديله فرصة»، خاصة أن المظاهرات التى تتكرر يومياً هى السبب فى «وقف حال البلد»، يدخل أحد الزبائن ليطلب من عم «مصطفى» تحضير عطر له، إلا أن الزبون يستغلى ثمنه، ليتحول الحديث من العطور إلى السياسة: «أصل الدولار غلى»، بينما يرد عليه صاحب المحل: «السبب فى المظاهرات.. شوية عيال مالهمش أى لأزمة موقفين حال البلد.. والشرطة كمان مابتعملش أى حاجة». إلى جوار عم «مصطفى»، يجلس رجل فى أواخر الثلاثينات، يقوم يومياً بتزويد إطارات السيارات بالهواء، يختلف مع جاره فى السنتر: «هما كويسين لكن اللى بيقولوه غير اللى بيعملوه»، يقولها «كمال» منتقداً أداء الحزب المنبثق منه رئيس الجمهورية: «المشكلة هما مش بتوع سياسة.. وزى ما بيقولوا فى الأمثال: إدّى العيش لخبازه ولو هياكل نصه»، فكل شخص «شاطر» فى شىء معين، وفى النهاية لا بد أن يكون هدفنا هو بناء الوطن بغض النظر عن الاختلافات أو الديانة، وفقاً لقوله. ويتابع: «فى عهد مرسى الحمد لله الناس كلها اتقسمت واتفتت 100 فتفوتة»، لا يريد للرئيس الرحيل، ولكن يتمنى أن يكون قوياً صلداً، ويبتعد فى الوقت نفسه عن مكتب الإرشاد: «ماعرفش الكلام ده صح ولا لأ.. بس الظاهر كده من برنامج باسم يوسف إن المرشد بيقول لمرسى على كل حاجة»، يقاطع حديث الرجل أحد الزبائن الذى يريد تزويد عجلات سيارته بالهواء ليعطى عم «كمال» جنيهين: «شايف يا باشا 2 جنيه عشان أنفخ العجل.. خلاص الشغلانة مابقتش جايبة همها؟!». أخبار متعلقة: جيران «الإخوان».. الحياة تحت «التهديد» «6 أكتوبر».. شرطة للحراسة.. وحديد لمنع المولوتوف أهالى المقطم.. يجمعون التوقيعات لطرد «الجماعة بمقرها» من المنطقة شبرا الخيمة.. «مؤدبين ومحدش بيسمع لهم صوت» المطرية والزيتون: «ناس بتوع سلطة مش بتوع ربنا» العمرانية.. «ممنوع الدخول لغير السكان وأعضاء الحزب» المنشية والسيدة زينب والدرب الأحمر: «اصبر على جار السوّ»