أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن فكرة "التمكين" هي الخطيئة الكبرى لدى جماعة الإخوان المسلمين، لأنها تمثل ضربا للدولة الديمقراطية الحديثة، كما أنها ضد مبدأ تداول السلطة الذي كان يمكن أن تستفيد منه الجماعة، مشيرا إلى أن ما يُقبل في الدعوة الدينية لا يُقبل في مجال السياسة. وأضاف المهدي، في لقائه مع الإعلامية جيهان منصور، خلال برنامج صباحك يا مصر، على قناة دريم، أن الدكتور محمد مرسي لم يستفد من "العناد السلطوي" للنظام السابق، مما أوصلنا لحالة انسداد سياسي بين المعارضة والنظام، وهو الأمر الذي ينذر ب"فوضى" و"حرب أهلية". وأشار المهدي إلى أن السلطة أصبحت الآن مثل كرة اللهب التي تصر الإخوان المسلمين على الانفراد بها، حتى بدأت تحرق ثيابها بالكامل، مؤكدا أن الشخصية الملهمة التي توجد بها ملامح الزعامة ليست موجودة في أي شخصية إخوانية. وتابع أن الصورة الذهنية لجماعة الإخوان المسلمين تدهورت كثيرا بعد الانتخابات الرئاسية، والتي تدور ملامحها حول الكذب والإدعاء والاحتيال والانتهازية واستغلال الدين، والبرجماتية، والبحث عن المصلحة والمنفعة على حساب القيم والأخلاق والمبادئ، مشيرا إلى أن كل القيادات الإخوانية تنفي وجود هذه الصورة لدى الشعب الذي أعطاهم الأغلبية في البرلمان السابق. ووصف المهدي أداء الجماعة بأنه فقير وضعيف وسيئ، وبه إصرار شديد على الانفراد بالقرار والسلطة، وهذا سلوك انتحاري يستعدي كل التيارات والطوائف، مشيرا إلى أن فكرة "العزلة" التي تسيطر على تنظيم الإخوان المغلق وراء ممارستهم السلطة بنفس الطريقة، مما أشعر المجتمع بالخطر بأنه لا يشارك في صنع مستقبل الوطن. وشدد المهدي على أن سياسة "الإنكار" للمشاكل هي حيلة نفسية يتبعها الإخوان المسلمين، ما عزل قياداتها عن الواقع، فهم يرون أن كل المشاكل بمصر "بسيطة".