صنفت منظمة الأممالمتحدة، مصر في المركز ال 112 في تقرير التنمية البشرية لعام 2013، وتعد مصر في مجموعة دول التنمية البشرية المتوسطة، في حين تقدمت عنها ليبيا وتونس في المجموعة المترفعة. تناول التقرير التطورات الجيوسياسية التي نشهدها دول الجنوب في الوقت الحاضر، ويبحث القضايا والاتجاهات المستجدّة، والجهات التي تعيد رسم ملامح التنمية في العالم. ويؤكد التقرير، أن التحوّل الذي حققه عدد كبير من البلدان النامية، بحيث أصبح لديها اقتصاديات قوية، ونفوذ سياسي متزايد، هو تحوّل يحدث آثارًا بالغة على التقدّم في التنمية البشرية. وقال التقرير، إن الشعور بالإحباط وحده لا يولد الانتفاضات، فقد يغضب المواطنون، وفي حال رأوا أن ما يتكبدونه من عناء وما يستغرقونه من وقت للمشاركة في أي تحرك سياسي يفوق إمكانية إحداث تغيير، وقد يمتنعون عن أي تحرك، فالاحتجاجات الشعبية، خاصة تلك التي يقودها ذوو التحصيل العلمي، تحدث عندما تضيق الفرص الاقتصادية إلى حد يحجب كلفة المشاركة في تحرك سياسي معين. وقال برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، إن العجز عن توليد فرص عمل بالسرعة المطلوبة ما زال يهدد بزيادة التوتر الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة العربية بعدما كان أحد أسباب اندلاع انتفاضات الربيع العربي خلال العامين الماضيين. وحذر تقرير التنمية البشرية لعام 2013، من أن اتخاذ سياسات تقشفية خاطئة وانعدام المساواة وضعف المشاركة السياسية التي تمثل ثلاثة عوامل من شأنها أن تعطل التقدم وتشعل الاضطرابات إذا لم تسارع الحكومات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة. وأكد التقرير، أن الاضطرابات التي يشهدها العديد من الدول العربية إنما هي تذكير بأن المواطنين، وخصوصا الشباب الذين يتمتعون بمستوى علمي ووضع صحي أفضل من الأجيال الماضية، يضعون على رأس أولوياتهم الحصول على العمل اللائق والتمكن من رفع أصواتهم في الشؤون التي تؤثر على حياتهم وضمان الاحترام في التعامل معهم. وأشار إلى أن معدل بطالة الشباب في المنطقة العربية يبلغ أعلى مستوى له في مصر حيث يصل إلى 54.1% تليها فلسطين بمعدل 49.6%. وأكدت هيلين كلارك مديرة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، أن النمو الاقتصادي وحده لا يكفي لتحقيق تقدم التنمية البشرية، وأضافت كلارك أن السياسات المناصرة للفقراء والاستثمار في القدرات البشرية بالتركيز على التعليم والتغذية والصحة ومهارات العمل جميعها توسع فرص الحصول على العمل اللائق وتعزز التقدم الدائم. وقالت سيما بحوث مديرة المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، إن الدول العربية تسجل أعلى معدل للبطالة وأدنى معدل للمشاركة في القوى العاملة وخصوصا مشاركة النساء. ومن ناحية أخرى أشار التقرير، إلى أن المنطقة العربية تعاني من تفاوتات شاسعة بين الدول الغنية والفقيرة وداخل الدول ذاتها، وقال إن الفوارق بين الجنسين كبيرة أيضاً في الدول العربية وتأتي دولة اليمن في أدنى مرتبة في دليل عدم المساواة بين الجنسين.