سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«هدنة» من الاشتباكات فى قصر النيل لمواجهة انفجار خط غاز مجهولون أشعلوا النيران فى خط الغاز الطبيعى أمام «شبرد».. والشرطة تحمى العاملين على إصلاحه بكردون ورصاص فى الهواء
داخل شركة الغاز الطبيعى بمنطقة القاهرة الكبرى، جلسوا، تلقوا اتصالاً هاتفياً بضرورة النزول إلى منطقة سيمون بوليفار -حيث الاشتباكات التى تتجدد باستمرار بين قوات الشرطة والمتظاهرين- بعد أن أبلغت قوات الشرطة عن أنبوب غاز طبيعى أشعله مجهولون، ما يهدد المنطقة بالكامل بانفجار، خاصة مع اشتعال النيران فى الأشجار المقابلة للفندق، الاشتباكات كانت بالقرب من فندق شبرد، لكن لهيب النيران المتدفقة لأعلى جعل قوات الأمن تتقدم للاستحواذ على المنطقة.. «لو معملناش كده.. خط الغاز الطبيعى كله هيولع»، قالها رائد شرطة يقف بالقرب من الواقعة. ارتدى «على» العفريتة، ثم دلف داخل إحدى سيارتين صغيرتين مكتوب عليهما «طوارئ غاز»، هبط العمال جميعهم من السيارة، ثم بدأوا فى عملهم، لكن طلقات الخرطوش وقفت حائلاً أمام استمرارهم، ملابسهم ذات اللون الأخضر الداكن ميزتهم عن الحشود القليلة الموجودة من جنود الأمن المركزى.. الوضع هادئ، بينما يستمر المتظاهرون من جهة قصر النيل فى التقدم نحو قوات الأمن، يأمر أحد «اللواءات» جنوده بالتحرك لوقف تقدمهم، فتبدأ إحدى السيارات المصفحة فى تشغيل محركها، ثم ما يلبث قائدها أن يتقدم، مُشغلاً السرينة، يتقهقر المتظاهرون بأعدادهم التى لا تزيد على 100 إلى الخلف، مترقبين قنبلة الغاز المسيلة للدموع التى سيُلقيها الأمن عليهم، لكن لا قنابل، فالأمر كله خدعة حتى ينتهى عمال الغاز الطبيعى من مهمتهم ويحكمون غلق الأنبوب. كر وفر، هدفه الوحيد من قبَل قوات الأمن هو إبعاد المتظاهرين عن «أنبوب الغاز»، وفى الوقت ذاته حماية العاملين المدنيين، الذين حملوا أكفانهم على أيديهم وقت تلقيهم البلاغ بوجوب وجودهم هناك، يجلس «على» مفترشاً الأرض، يحاول الوصول إلى محبس أنبوب الغاز المتسرب تحت إحدى الأشجار القريبة من فندق شبرد، يتردد على مسامعه صوت «طلقة خرطوش» ليدفن وجهه داخل الحفرة. المتظاهرون يتقدمون نحو قوات الأمن مرة أخرى، ولكن من جهة ميدان سيمون بوليفار، تستعد السيارة المصفحة فى تلك الجهة للتقدم لتفريقهم وتشتيت شملهم، لكن دون استخدام قنبلة غاز واحدة، فهذه هى أوامر عمال شركة الغاز الطبيعى.. «ممكن أى شرارة تولع فينا وفى المنطقة كلها»، يقولها «على» عن خبرة، فى الوقت الذى ينهر فيه رائد الشرطة أحد المجندين ليس بسبب الاشتباكات: «انت ماعندكش دم يا ابنى، ازاى مولع سيجارة جنب أنبوبة الغاز؟ امشى من هنا بدل ما أروقك»، يقولها القائد بعصبية، ثم يغادره، فى الوقت الذى تردد على مسامعهم دوى طلقة خرطوش قادمة من جانب المتظاهرين.. «الظباط قالولنا لو سمعتوا صوت طلق فى الهوا.. خبوا وشكوا فى الأرض عشان ده رشّ وممكن يفقع العين»، كلمات أحد الضباط تذكرها عم «صالح» وحفظها عن ظهر قلب، الأب ل«4 أولاد» يخشى أن يُصيبه مكروه، ولكن فى النهاية: «كلنا بناكل عيش.. وده شغلنا ومضطرين»، فى الوقت الذى يأمر قائد الشرطة جنوده بعمل دائرة على عمال الغاز لحمايتهم، ليُجيبه العمال: «متشكرين يا باشا».