سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البدرى فرغلى: بورسعيد اغتصبت.. والحف فى اعتذار "مرسى" وتقديم القتلة للمحاكمة النائب السابق فى حوار ل "الوطن" لا يمكننا الاستغناء عن النظام.. لكن الإخوان مجرد جماعة استولت على السلطة
ما يزيد على الأربعين يوماً، ولا تزال بورسعيد تعيش أجواء من الكر والفر، والرفض و«العصيان» الذى أعلنته المدينة منذ أسبوعين تقريباً، ضد النظام الحاكم، احتجاجات يرى البدرى فرغلى، أحد الرموز السياسية بمحافظة بورسعيد، أنها لن تنتهى إلا «بتقديم من أطلقوا الرصاص على أبناء المحافظة للمحاكمة، وأن يكف مرسى عن محاكمة مرسى». «الوطن» أجرت حواراً مع النائب السابق بمجلس الشعب عن بورسعيد، البدرى فرغلى، أكد خلاله أن «المدينة مستمرة فى مقاومتها حتى يعتذر الرئيس».. وإليكم الحوار: * ما تقييمك للأزمة الراهنة ببورسعيد؟ - بورسعيد أزمتها مع القاهرة، نحن نملك المقاومة، والحل فى القاهرة، واجهونا 40 يوماً وسقط منا العشرات من الشهداء وحوالى ألف جريح، ولم يتم حتى الآن تحديد من هم المذنبون، ولما طلبنا التحقيق أرسلوا لنا قاضياً واحداً، وفى نفس الوقت الداخلية قامت باعتقال عدد من المواطنين يقال إنهم أصحاب سوابق قديمة، وأنهم ربما من قتلوا المتظاهرين، وأصبح لدينا جهتان من جهات التحقيق، الداخلية المدانة بقتل شباب، وقاضى تحقيق لا نعلم أين هو، وهل بدأ التحقيق أم لا. سقط منا عدد كبير من الشهداء منذ «بلال» أمام مبنى قناة السويس، وحتى آخر شهيد، استعملوا معنا لفظ البلطجة، بداية من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وكل قيادات الإخوان، كما لو أن الشعب المصرى كله أصبح بلطجياً. من هو البلطجى؟ كل من سقطوا منا طلاب ثانوى. * كيف بدأت المشكلة فى بورسعيد فى التفاقم والتأزم؟ - يوم الجمعة 25 يناير الماضى، فيوم الجمعة قبل الحكم بيوم اخترقت المدينة قوات بعضها بالملكى وبعضها بالميرى، ووجهوا فوهات أسلحتهم لنا، كان يمكن تدارك الأمر كله بالتدرج الأمنى «مياه، خرطوش، إصابات بالأقدام» لكن أن يتم اصطيادنا فى شوارع بورسعيد، نبقى كلاب، وأى كلام على أن شباب بورسعيد أطلق النار يوم السبت 26 يناير، يوم الحكم على متهمى قضية ستاد بورسعيد، هو كلام غير صحيح، لا يمكن إطلاقاً. وبالتالى الداخلية تسعى لتجميل نفسها لأنها قاتلة.. إحنا تم اغتيالنا فى عز الضهر، وبدون أى مقاومة أو سلاح، فقط كانت الحجارة أمام المدرعات، معركة غير متكافئة. وعند المقابر أطلقوا علينا النيران. * لمن يوجه «البورسعيديون» احتجاجهم؟ هل ضد الحكم القضائى؟ أم ضد الداخلية؟ أم ضد الرئاسة؟ - لا يوجد رفض لحكم قضائى، نحن نحترم الأحكام القضائية، لكن إذا كان هناك بعض الشباب تجمهر، هل يكون عقابه الرصاص الحى؟ اعتراضنا ضد الداخلية، وضد الرئيس الذى أصدر أوامره بالتصدى لنا بوصفنا بلطجية، وقد قال ذلك على الشاشات عندما أعلن حظر التجول وحالة الطوارئ على المحافظة. * ما المطالب التى ترفعونها من بورسعيد؟ - النظام لن يحل شيئاً، نحن فقط نريد العدل، نريد لجنة قضائية للتحقيق فى الأحداث من أولها لآخرها، نريد قراراً جمهورياً باعتبار شهدائنا ضمن شهداء الثورة، ومصابينا من مصابى الثورة من أول بلال، أول شهداء بورسعيد، وحتى آخر شهيد داخلية سيسقط، ولا نريد أحداً يصفنا بالبلطجية، عندما أُطلق علينا الرصاص واستمع الناس إلى رئيس الجمهورية شعرنا بالإهانة، وهو يفرض حظر التجوال، ويقولون إن التحقيقات جارية، هل يمكن أن مرسى يحاكم مرسى، وهل يجوز بالمنطق أن يتم التعتيم على جريمة الأمن المركزى باستدعاء واتهام مواطنين كانت لهم سوابق جنائية؟ هذا شىء لا يُحتمل. لا بد أن يخرج الرئيس للاعتذار عما حدث لأبناء بورسعيد، على كل ما لحق بهم من مشكلات، بدءاً من نقص بعض الأدوية، وحتى تراجع الأمن عن أداء دوره الحقيقى فى الشارع، عليه أن يعتذر لأنه أراد النيل من كبريائنا، لن يرى مرسى بورسعيد مستسلمة أو مهزومة، ولن تكون مدينتنا مفتوحة أمامهم. * وماذا لو اعتذر الرئيس؟ - يعتذر ويعالج ما ارتكبه، بتقديم من أطلقوا علينا الرصاص للمحكمة، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية المتراجعة.. 45 ألف شاب بدون فرصة عمل، وأسر لا تجد ما تعيش به، لماذا كل هذا ونحن محافظة غنية نملك الغاز والبترول وقناة السويس، والمشروعات القومية ومع ذلك الفقر يأكلنا، بورسعيد اغتُصبت تماماً. * وإذا تجاهل النظام مطالبكم، هل يمكن أن تلجأ بورسعيد لجهات تحقيق دولية؟ - لا تزال أمامنا خطوات قضائية نتخذها، لكننا فى كل الأحوال لن نستعدى الأجنبى علينا، ولن نستدعيه إلى بورسعيد. * لأى مدى انعكست الأزمة فى بورسعيد على الأوضاع الأمنية فى شوارع المدينة؟ - لا يوجد أمن فى بورسعيد، ومع ذلك لم يحدث أى حوادث حتى المرور، حيث خرج تلاميذ إحدى المدارس الإعدادية لينظموا المرور بدلاً من شرطة المرور، المجرمون أنفسهم تضامنوا ولم يمارسوا الإجرام. * هل تقصد أن بورسعيد وصلت فى ظل عصيانها المدنى إلى حالة من «الاستغناء» عن النظام؟ - لا يمكن للمدينة أن تستغنى عن النظام، لكن هؤلاء ليسوا نظاماً، هم جماعة جاءت تستولى على الوطن، ونحن نقاوم من أجل استرداد الوطن. * وهل تعتقد أن ينعكس الوضع الأمنى على المناخ السياسى فى المحافظة، خصوصاً فى ظل الدعوات لمقاطعة الانتخابات؟ - لن تقام انتخابات فى بورسعيد، حتى لو لم يصدر قرار قضائى بتأجيلها، فلن نسمح بإقامتها فى مدينتنا، ولن نشارك فيها، لا مرشحين ولا ناخبين. * معنى ذلك أنك لن تترشح فى الانتخابات المقبلة فى حال أنها أُقيمت؟ - من الأفضل لى أن أدخل إلى المقبرة، من أن أقرر الترشيح للبرلمان، أى مصيبة أهون من هذا البرلمان الذى هو ديكور فى وجه هذه الجماعة. * إذن؛ من هم المتهمون تحديداً فى تفاقم أزمة مدينة بورسعيد إلى الآن؟ - رئيس الجمهورية محمد مرسى، ورئيس الوزراء هشام قنديل، الأول استولى على الحكم، والثانى يدير الأمور بشكل غريب، ولن نسكت.. سنتخذ كل الخطوات التى تخلصنا من هذه الجماعة، وعموماً هذه الجماعة تعمل بسيمفونية واحدة، لا تعترف بالأشخاص وهى بكل من فيها المسئولة عن ما حدث وما يحدث وما سوف يحدث.