سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤتمر الجمعية المصرية لأمراض القلب: سمنة البطن أخطر أنواع السمنة والضغط قاتل صامت أ. د. حسام الجندى: السيدات المدخنات أكثر عرضة من الرجال للإصابة بأمراض القلب بمعدل ثلاث مرات
شعوب دول الشرق الأوسط هم أكثر عرضة لحالات الوفاة الناتجة عن الإصابة بأمراض القلب وذلك لأسباب عديدة منها أن التركيبة الجينية لتلك الشعوب تجعلهم أكثر عرضة للإصابة وأكثر استعدادا للوفاة فى سن صغيرة نتيجة تلك الإصابة، هذا على عكس شعوب أوروبا وإنجلترا، هذا ما أكده أ. د. حسام الجندى، رئيس قسم أمراض القلب بمستشفى برنسيس اليكساندريا بإنجلترا وذلك فى تصريحاته ل«الوطن» أثناء حضوره المؤتمر الدولى الأربعين لأمراض القلب الذى تنظمه الجمعية المصرية لأمراض القلب سنويا. ويحث أ. د. الجندى المصريين على ضرورة توخى الحذر من عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب فالكثير من المصريين يموتون فى سن صغيرة نتيجة الإصابة بالذبحة الصدرية وأمراض الشرايين التاجية وذلك لأسباب متعددة منها أن الإصابة بالمرض فى سن صغيرة يجعل المريض أقل مقاومة من المريض ذى السن الكبيرة نظرا لضعف آلية المقاومة للمريض صغير السن، فمثلا مريض الذبحة الصدرية ذو الثمانين عاما فى إنجلترا يمكن شفاؤه ووقايته من خطر الوفاة على عكس المريض المصرى ذى الثلاثين عاما الذى يحتمل تعرضه للوفاة نتيجة الإصابة بالذبحة الصدرية وذلك بسبب اتباع المصريين عادات غذائية غير صحية واتخاذهم أنماطا حياتية خاطئة. وتناول المؤتمر موضوعات عدة ناقشت مناحى كثيرة من أمراض القلب وكيفية الوقاية منها والأساليب الحديثة فى العلاج، تقول ل«الوطن» أ. د. وفاء العروسى، أستاذ ورئيس قسم القلب، جامعة القاهرة ورئيس المؤتمر، إن المؤتمر تميز بالتنوع فى برنامجه حيث استمر على مدار أربعة أيام واحتوى على 101 جلسة طبية و382 متحدثا ورئيس جلسة وورش عمل كثيرة. وعن أكثر ما يميز مؤتمر هذا العام، يقول أ. د. أشرف بدوى، استشارى أمراض القلب ومقرر عام المؤتمر، إنه احتوى على عدد مهول من الخبراء الأجانب من مختلف دول العالم كما أن المؤتمر اهتم بشباب الأطباء وتقديمهم أبحاثا ومحاضرات طبية تناولت الجديد فى أساليب علاج وتشخيص أمراض القلب مثل استخدام الدعامات الجديدة فى علاج الشرايين المتفرعة وعلاج ارتفاع ضغط الدم المرتفع عن طريق كى شرايين الكلى عن طريق القسطرة التداخلية، وكان من ضمن هذه المحاضرات محاضرة ألقتها د. سها السبحى، إخصائية أمراض القلب أوضحت فيها الفوائد المتعددة للأشعة متعددة المقاطع فى تشخيص أمراض الشرايين التاجية والعيوب الخلقية بصمامات القلب، فتقول د. السبحى إن تلك الأشعة أصبحت من أهم الأدوات المستخدمة حديثا لتشخيص أمراض القلب والرئة، فالفحص باستخدام هذه الأشعة غير التداخلية يعد فحصا دقيقا وعالى الجودة وآمنا ويساعد فى تحديد ما إذا كان هناك ضيق فى الشرايين يستدعى تركيب دعامة أو بالون أم لا وذلك لأن التصوير بجهاز الأشعة متعددة المقاطع يوضح التفاصيل الدقيقة التشريحية للأعضاء والقلب والشرايين فى كل أنحاء الجسم بسرعة هائلة تتراوح بين 30 إلى 40 ثانية وأحيانا ما تأخذ 10 ثوان فقط، ويعد هذا الفحص بديلا للقسطرة التشخيصية التى تستدعى إجراءات دخول المستشفى وتأخذ وقتا طويلا ولها أعراض جانبية أكثر. وقدم المؤتمر نصائح عديدة للوقاية من أمراض القلب وكيفية التعرف عليها وطرق تجنبها قدر الإمكان، فيقول أ. د. بدوى إن على كل من يشعر بعرق شديد أو ألم حاد فى الصدر أو قىء أو ألم منتشر فى منطقة وسط الصدر ويمتد إلى ألم فى الظهر أو الرقبة أو الفك السفلى أن يتوجه فورا لاستشارة طبيب متخصص لأن هذه الأعراض تعد علامات على الإصابة بضيق فى الشريان التاجى، ويشدد بدوى على ضرورة توخى الحذر لمرضى السكر حيث إنهم أكثر عرضة لارتداد الضيق فى الشرايين التاجية، فنسبة حدوث ارتداد فى المريض العادى بعد تركيب الدعامة الدوائية تصل إلى 15% بعد ستة أشهر من تركيبها، أما مريض السكر فنسبة حدوث ارتداد الضيق تصل إلى 35% أو 40%.كما تنصح أ. د. العروسى الأمهات بضرورة التعامل مع التهاب اللوزتين أو الحلق لدى الأطفال بحذر شديد لأنه إذا لم يتم علاجه بدقة يمكن أن يؤدى إلى حمى روماتيزمية لصمامات القلب وهو مرض مزمن يعالج بالأدوية لكن لا يتم الشفاء منه. ويبعث الأطباء الأمل فى نفوس المرضى، فيقول أ. د. شريف الطوبجى، أستاذ أمراض القلب، جامعة القاهرة، ورئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب، إن الوعى الصحى قد زاد فى الآونة الأخيرة بشكل كبير بين المصريين بالإضافة إلى تحسن أداء التأمين الصحى مما ساعد فى التقليل من نسبة الإصابة بالحمى الروماتيزمية. وعن أحدث التطبيقات فى علاج أمراض القلب، يقول أ. د. الجندى إنه فى إنجلترا قد تم التوقف نهائيا عن استخدام رسم القلب بالمجهود وذلك لأنه ثبت عدم دقته مع مرضى كثيرين وتم الاستغناء عنه واستبداله بتصوير الشرايين التاجية عن طريق الأشعة المقطعية وذلك لأنه أكثر دقة ونتائجه أكيدة. وشدد الأطباء على ضرورة الوعى بعوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب، فيقول ل«الوطن» أ. د. محفوظ شعراوى، أستاذ أمراض القلب بجامعة فلوريدا وأحد ضيوف المؤتمر، إن السمنة مشكلة كبيرة وهى سبب أساسى لمرض تصلب الشرايين وبالأخص سمنة منطقة البطن تعد خطيرة جدا فالوزن الزائد يحدث خللا فى التوازن بين الهرمونات الجيدة والضارة فى الجسم مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ويشدد شعراوى أيضاً على ضرورة الانتباه إلى نسبة الكوليسترول فى الدم لأن ارتفاعها يؤدى أيضاً للإصابة بأمراض القلب. ويصدق على هذا القول أ. د. سليمان غريب، أستاذ أمراض القلب، جامعة القاهرة ورئيس المؤتمر، فيقول إن تصلب الشرايين ينتج عن نسبة الكوليسترول العالى وتناول الأطعمة السريعة بشكل متكرر كما أن الدراسات أثبتت أن التهاب الأسنان يزيد من نسبة الإصابة بأمراض القلب ويعد التدخين أيضاً أحد عوامل الخطر، خاصة لدى السيدات بعد بلوغهن سن اليأس، فكما يقول أ. د. الجندى فإن السيدات معرضن للإصابة بأمراض القلب نتيجة التدخين بمعدل ثلاث مرات عن الرجال وذلك لأن عند بلوغ سن اليأس تفقد المرأة الهرمونات التى كانت تحميها من الأمراض وبذلك تكون أكثر استعدادا للإصابة. ويوجه الأطباء إرشادات عامة للوقاية من أمراض القلب فيقول أ. د. بدوى إنه يجب ممارسة الرياضة والتقليل من تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية الكثيرة وعدم الانسياق وراء الأفكار المغلوطة مثل أن تناول مشروب العرقسوس مفيد للضغط المرتفع وذلك لأنه على العكس من ذلك فهو ضار جدا ويعد ممنوعا للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والكركديه لا يفيد ولا يضر على عكس ما يتصوره البعض فى أنه مهم لمرضى الضغط، ويضيف أنه يجب المتابعة الدورية وقياس ضغط الدم على الأقل مرة أو مرتين فى العام، خاصة لهؤلاء الذين لديهم تاريخ مرضى فعليهم قياس الضغط بدءا من سن الثلاثين.