في موقف ينافي بروتوكولات اجتماعات جامعة الدول العربية، أقدم وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم على مقاطعة وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، رئيس الدورة السابقة لمجلس الجامعة، خلال تسليمه رئاسة مجلس وزراء الخارجية العرب إلى وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو، رافضا بعض الكلمات التي تقدم بها وزير الخارجية اللبناني، ما اضطر وزير الخارجية المصري للعودة للجلوس على مقعد مصر بعد أن كاد يجلس على مقعد الرئاسة بالمنصة الرئيسية بين مقعدي الأمين العام الدكتور نبيل العربي ونائبه السفير أحمد بن حلي. قبل أن يعود لمقعد الرئاسة من جديد وينهي كلمته بتوجيه الشكر لدولة قطر على استضافتها للقمة العربية المقبلة. واعترض وزير الخارجية القطري على تأكيد نظيره اللبناني "فشل الدول العربية وعجزها عن الوصول لحل للأزمة السورية باستثناء تعليق عضوية سوريا بالجامعة"، داعياً الدول العربية لعودة سوريا لمقعدها للحوار معها حول الحل السياسي، مشيرا لتدفق الأموال من هنا وهناك لتصعيد الصراع في الداخل السوري، حيث قاطعه حمد بن جاسم في لهجة حادة مؤكداً على أن الرئيس السوري بشار الأسد هو سبب استمرار نزيف الدم السوري، وأن الجامعة قامت بدورها دون استجابة منه. من جانبه، أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو على ثقته في قدرة مصر على التصدي لأعباء الرئاسة في ذلك التوقيت البالغ الدقة والحساسية، وبدأ كلمته بالحديث عن الأزمة السورية واصفاً نظام بشار بأنه "نظام لا يتوانى عن قصف شعبه بالصواريخ، الذي كل ذنبه أنه طالب بالحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية فوجد نفسه أمام آلة حرب". وأوضح عمرو أن مصر دعت منذ انطلاق الشرارة الأولى للثورة السورية لعملية سياسية تضمن نقل السلطة والحفاظ على وحدة التراب الوطني السوري؛ لتجنب الصراع الداخلي الذي يهدد وحدة الأراضي السورية ويخلف القتلى ويقضي على فرص العيش المشترك بين السوريين. وأكد على وقوف مصر منذ البداية خلف الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية للتوصل لحل للصراع دون التمسك بالثوابت التي أزهقت من أجلها ارواح السوريين، مشيدا بمبادرة معاذ الخطيب للحوار السياسي والتي لم تلقى سوى "آذان صماء أبت أن تستمع لصوت العقل وفضلت الحرب والدمار". وشدد عمرو على ضرورة مراجعة وتطوير الآليات المعتمدة لحل القضية الفلسطينية، وعلى رأسها الرباعية الدولية التي كان يجب عليها مراقبة تنفيذ خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة نفسها. وإبراز أن خيار السلام العربي والمبادرة العربية مرتبط بأن تلتزم إسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة.