قال المحلل الإسرائيلي "آريل بن سولومون" إن السياسة الخارجية للرئيس السابق حسني مبارك، نحو إسرائيل لم تتغير أو تختلف في عهد خليفته محمد مرسي، وأشار في مقاله بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إلى أنه على الرغم من التصريحات العلنية الصادرة من مصر بإدانه إسرائيل لوفاة السجين الفلسطيني "عرفات جرادات" فإن مصر تحاول الحفاظ على دورها كوسيط يعتمد عليه من جانب الولاياتالمتحدة، فمصر في عهد مبارك دعمت الفلسطينيين، لكنها حافظت على علاقاتها مع إسرائيل من وراء الكواليس. وأضاف الكاتب، أن الشعب المصري ووسائل الإعلام المصرية لا تزال تعادي إسرائيل ويتعامل مرسي مع ذلك بنفس طريقة مبارك حيث لا يخاطر بمصالح الدولة مع إتاحة الفرصة لكل من يريد التنفيس عن غضبه ضد إسرائيل. وتابع الكاتب، إن مرسي يلتزم أيديولوجيا بتدمير إسرائيل ودعم حماس وأسلمة المجتمع وسياسة مصر الخارجية، لكن الاحتكاك بين أفكار الإخوان وبين إدارة الدولة في الوضع الحالي كشف عن الجانب البرجماتي في مرسي، لكن الإخوان لم يتخلوا عن هدفهم الأصلي بالسيطرة على العالم. ونقل الكاتب عن" بوسمات يفت أفشالوم" الباحثة الإسرائيلية بمركز الشرق الأوسط في جامعة أرييل أن سياسة مصر تجاه إسرائيل في عهد مرسي تشبه سياسة مبارك مع اختلافات بسيطة ليس لها علاقة بإسرائيل بل بالمنطقة ككل، فمرسي يسعى إلى أن تكون مصر وسيطا بين الولاياتالمتحدةوإيران كما كانت مصر وسيطا إقليميا في عهد مبارك. وأشارت "أفشالوم" إلى أن مرسي، أظهر ضبط النفس خلال حرب غزة الأخيرة ولم يقدم أي مساعدة واضحة لحماس، وربما يكون أحد تلك الأسباب هي الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها مصر وطلبها لمساعدات دولية، لكن شروط المساعدات تتضمن تخفيض في الميزانية وهو الأمر الذي سيهدد بقاء الحكومة، كما أن سياسة مرسي الأمنية تعني أنه لا يستطيع إلغاء الدعم لأن الفوضى المتوقعة سوف تسبب سخط الجيش. كما نقل الكاتب عن البروفيسور "رونين كوهين" الباحث بنفس المركز، أن القاهرة تجني الكثير بسبب علاقاتها الدافئة مع طهران دون تقديم أي شيء، وبالتالي تبدو مصر ظاهريًا وكأنها تتقارب مع إيران لكنها لا تقوم بأي شيء من شأنه ان يزعج إسرائيل او الغرب، فمصر تنتظر مساعدات مالية من الغرب أو من إيران، وليس هذا بجديد فجمال عبدالناصر كان يحصل على مساعدات من كل من الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي في الخمسينات من القرن الماضي. وأضاف أن علاقة حكومة الإخوان بحماس غريبة، فرغم أن حماس حركة إخوانية إلا أن العلاقات بين القاهرةوغزة لا تبدو قريبة كما كان متوقعًا، فبعض الإعلاميين، أشاروا إلى صمت حماس عن إغلاق مصر لبعض الأنفاق وإغراقها بمياه الصرف الصحي رغم أن الأنفاق تشكل "بزنس" تجاري لحماس لأنها تفرض ضرائب على البضائع المهربة وكذلك تسهم في تشغيل عدد من الشباب العاطلين في غزة، كما تعجبوا من أن مبارك، على عدائه لحماس، لم يغلق الأنفاق كما يفعل مرسي، لكن الأغرب ان حماس لم تعترض.