"مصر علمت العالم"، عنوان كتاب جديد للدكتور وسيم السيسي، صدر مؤخرًا عن الدار المصرية اللبنانية، ويقع في 175 صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي على 32 فصلا، تتراوح بين الطول والقصر، حسب طبيعة الموضوع الذي يتناوله المؤلف. وجاء ترتيب الفصول ليعطي صورة شاملة عن طبيعة الحضارة المصرية التي علمت العالم بالفعل الفنون والصناعات، حتى "الوحي الإلهي"، والحكومة الأولى في التاريخ، وأرقى ما وصلت إليه الكتب، و"توم وجيري" اختراع مصري، والحضارة المصرية والجزيرة العربية، والقضاء الفرعوني، والرقص في مصر القديمة، ودراما الخير والشر، وبناة الأهرام، وتفسير الزار بالفرعوني، وعمرو بن العاص ومكتبة الاسكندرية، و"نفرتيتي ليست ليلى، وحتشبسوت ليست حلاوتهم، وإذا لم نكن الفراعنة فمن هم الفراعنة إذن؟. يقول الدكتور وسيم السيسي في مقدمة الكتاب: "نحن نملك أعظم تاريخ، أطلق عليه جيمس هنرى برستد: فجر الضمير، لأن تاريخ البشرية كان ظلامًا قبل تاريخ الحضارة المصرية القديمة". ويجمل الدكتور وسيم السيسي غرامه بالحضارة المصرية في خاتمة كتابه "مصر علمت العالم" قائلا: "هذه هي مصر التي علمت العالم.. علمته الإيمان بالإله الواحد.. هو ذا إخناتون يشدو في بردية بالمتحف البريطاني: أيها الواحد الأحد الذي يطوي الأبد، يامخترق الأبدية، ونورك يحيط بجميع مخلوقاتك، يامنقطع النظير في صفاته، ويملأ البلاد بجماله، ياموجد نفسك بنفسك.. أنت حي وأزلي، يامرشد الملايين إلي السبل، ياخالق الجنين في بطن أمه، أنت جميل وعظيم ومتلألئ". ويضيف أن الغزوات التي مرت على مصر، كانت تغييرًا فى الحكام، ولم تكن تغييرًا في شخصية "هوية" مصر التي طردت الهكسوس، وجعلت الإسكندر يعتنق الآمونية، وجعلت روما تعتنق المسيحية، ووضعت أسس الرهبنة في المسيحية، والتصوف في الإسلام، ودافعت عن الإسلام في ذات الصواري، وحطين، وعين جالوت.. كما بنت القلاع والمساجد، والحصون، وعمرت خزائن بغداد بنفائس الإسكندرية، وكان منها كتاب العالم المصري ديسكوريدس "خواص العقاقير". ويؤكد السيسي أن مصر علمت العالم في كل نواحي الحياة، جمعت الحديث النبوي الشريف، وسجلته على ورق البردي، فأصبح أقدم المخطوطات العربية، وجاء بن منظور القبطي ووضع لنا كتاب "لسان العرب"، وجاء ورش القبطي يرتل لنا القرآن الكريم الذي انتشر في العالم كله بتلك التلاوة الباقية حتى الآن. الجدير بالذكر أن وسيم السيسي هو أحد كبار المهتمين بعلم المصرولوجيا، وهو أستاذ جراحات المسالك البولية، وزميل كلية الجراحين الملكية في إنجلترا وكلية الجراحين الأمريكية، وعضو في الجمعية الأمريكية لدراسات الظواهر الجوية، وحاصل على براءة اختراع لجهاز فحوص بالمسالك، وهناك عملية جراحية مسجلة باسمه في جراحة البروستاتا المتضخمة. كما أن له العديد من المؤلفات والمقالات في الصحف والمجلات منها: "الطب في مصر القديمة"، و"نظرة طبية فاحصة في الحب والجنس"، و"مصر التي لا تعرفونها"، وهو صاحب "صالون المعادي الثقافي".