انتهى الحال ب«د.ا» واحدة من لاعبات كرة القدم النسائية إلى «شعر قصير»، و«لبس ولادى»، «ومعاملة رجالى»، بعد محاولات عديدة لإجراء جراحة والتحوُّل إلى رجل من بعد عرضها على الأطباء لعدة سنوات، لتقرر أن تتحول إلى رجل فى مظهرها وأسلوبها الذى تجد به ذاتها فى ظل استمرار بحثها وأملها فى التحول الحقيقى. ورغم علاقتها الرائعة بزميلاتها فى الفريق، فإنها لم تكن تتقبل أى نصيحة تطالبها بضرورة أن تقتنع بأنها فتاة وليست رجلاً، لا تتحدث مع أحد عن حقيقة ما تشعر به، معللة ذلك بعدم رغبتها كما لا ترغب فى أن يعاملها أحد معاملة الأنثى، مما اضطر معه جميع المحيطين بها إلى معاملتها كما تريد، حتى لا يؤثر ذلك على نفسيتها المذبذبة، فأصبح الكل يناديها باسم رجل، ولا يستطيع أحد التفرقة بينها وبين الرجال، سواء فى المظهر أو الأسلوب، ولكنها قرّرت إنهاء مشوارها داخل ملاعب كرة القدم لعدم تحمُّلها الوضع الذى تحول إلى معاناة حقيقية. نموذج آخر ومختلف وهو «ن.ع» اللاعبة التى لجأت إلى حل آخر للقضاء على أزمتها النفسية، التى رفضت فيها أن تصبح مجرد فتاة «مسترجلة»، لتبدأ فى اتخاذ طريق آخر وهو تعاطى «الهرمونات الذكورية»، التى وجدت به حلاً لتشبع رغبتها الكامنة بداخلها لكى تصبح رجلاً، ورغم أنها كانت فتاة طبيعية تهتم بشكلها ومظهرها، فإن صوتها تحول إلى رجل وبدأت معالم «الشارب والذقن» تظهر على وجهها تُخفى ملامح أنوثتها بكل الطرق، ولكنها فى النهاية ليست رجلاً مكتمل الرجولة، وفى الوقت ذاته لم تصبح أنثى طبيعية. النموذجان السابقان هما مثال لنماذج عديدة لفتيات داخل مجتمع الكرة النسائية؛ لا يقتنعن بأنوثتهن، ولا يجدن أنفسهن فى هذا الوضع الذى أصبح عبئاً عليهن، وأصبحن ضحية مجتمع والتأثر بعوامل بيولوجية جعلتهن يعيشن داخل عالم نسائى لا يجدن به ذاتهن.