سقط عدد من الجرحى في ليلة ثانية من أعمال العنف في إحدى ضواحي مدينة ميلووكي بولاية ويسكونسن الأمريكية، بعد مقتل مسلح أسود برصاص الشرطة. واتجه رجال الشرطة ببزات مكافحة الشغب، إلى حي شيرمان بارك حيث كان متظاهرون يرشقون الحجارة ويطلقون النار، في نحو الساعة 11.00 من الأحد (04.00 بتوقيت جرينتش اليوم)، لتفريق الحشد الغاضب وإعادة النظام. واستهدف رجال شرطة وقتل عدد منهم في الأسابيع الأخيرة في البلاد، بينهم 5 في دالاس، بعد مقتل أمريكيين أفارقة على أيدي الشرطة. وفي ميلووكي التي تبعد نحو 130 كيلومترا إلى الشمال من شيكاغو، استخدم رجال الشرطة آلية مصفحة لإنقاذ مصاب بالرصاص ونقله إلى المستشفى. ونقل شرطي إلى المستشفى لمعالجته من جروح أصيب بها بحجر رشقه متظاهرون، وأدى إلى تهشم الزجاج الأمامي لسيارة شرطة، بينما رشق شرطي آخر بشيء غير محدد، لكنه كان يرتدي خوذة، كما تضررت سيارة للشرطة بقطع آجر وحجارة وقوارير زجاجية. وذكرت الشرطة عبر حسابها على "تويتر"، أن عناصرها ما زالوا يتعرضون لرشق بالحجارة، في أثناء تفريقهم مجموعة صغيرة متفرقة في منطقة قرب شيرمان وبورلي، وأكدت توقيف عدد من الأشخاص. وتم حشد 125 من رجال الحرس الوطني لويسكونسن، ووضعوا في حالة تأهب في وقت مبكر من أمس، لمنع تكرار حوادث إشعال الحرائق ورشق الحجارة وإطلاق النار التي سجلت قبل ليلة، لكن لم يتم استدعاؤهم إلى مناطق الشغب خلال الاضطرابات الأخيرة. وكان حشد غاضب يضم مئتي شخص على الأقل، نزل إلى الشوارع وأحرق 6 محلات تجارية، بما في ذلك محطة للوقود لمجموعة "بريتش بتروليوم"، ومحل لبيع قطع غيار للسيارات دمرا بالكامل بحسب الشرطة، وأطلق مشاركون في التظاهرة عشرات الأعيرة النارية في الهواء على ما يبدو. واندلعت أعمال العنف بعد مقتل أحد سكان المدينة سيلفيل سميث (23 عاما) بالرصاص، ورغم أن سميث كان مسلحا كما قالت الشرطة، ولديه سجل طويل من السوابق، أدت الحادثة وأصداؤها إلى مواجهة عنيفة بين الشرطة والمحتجين. - "فقدت أخي" - وقالت شيريل شقيقة سميث الصغرى: "فقدت أخي، لن أتمكن من استعادته أبدا، هذا مؤلم، هذا مؤلم جدا"، مضيفة: "لم يعد بإمكاني النظر في عيني أخي لأقول له أحبك ولا أستطيع أن أفعل ذلك بعد اليوم حتى على (فيس بوك)". وبدأ إطلاق النار عندما أوقف شرطيان سيارة تقل سميث برفقة شخص آخر، وفر سميث ورفيقه جريا على الأقدام، وأطلقت الشرطة النار وقتلت سميث بعدما امتنع عن إلقاء مسدس كان بحيازته، كما أكدت السلطات. وأكد رئيس بلدية المدينة توم باريت، أن سميث كان يحمل مسدسا نصف رشاش يظهر واضحا في صورة التقطتها الكاميرا المثبتة على جسم شرطي في المكان. وقال باريت: "هذه الصورة تظهر بلا لبس أنه كان يحمل مسدسا بيده، وأريد من مجتمعنا أن يعرف ذلك". وكانت الشرطة ذكرت قبل ذلك، أن المسدس الذي كان بحيازة سميث سرق خلال عملية سطو في مارس، بينما قال قائد شرطة ميلووكي إدوارد فلين، إن الشرطي الذي أطلق النار على سميث "أسود"، وخوفا على سلامته، يقيم عند أقربائه خارج المدينة. وبعدما دعا إلى الهدوء، قال باريت إن المدينة ما زالت تواجه "وضعا غير مستقر"، ودعا أقرباء المتظاهرين إلى أن يطلبوا من أبناءهم الابتعاد عن منطقة الحوادث. ووضعت الشرطة صورا على "تويتر" تظهر فيها آليات تضررت من قبل أشخاص، كانوا يرشقون الحجارة وقطع الآجر ويطلقون النار. وذكر البيت الأبيض أنه يتم إطلاع الرئيس باراك أوباما على تطورات الوضع، من قبل أحد كبار مستشاريه الذي تحدث إلى باريت، وعرض دعم الإدارة للسلطات المحلية. - "الشرطة تحلت بضبط النفس" - وقال باريت بشأن اضطرابات السبت الماضي، التي أدت إلى توقيف 17 شخصا، أن "ما رأيتوه الليلة الماضية يكشف تحلي رجال الشرطة بضبط النفس إلى درجة كبيرة، لم تطلق رصاصة واحدة".