نوع من الاغتيال المعنوى.. هكذا تعامل شباب الثورة مع محاولات إزالة رسومهم الجرافيتية من على الجدران، التى خلدوا بها الثورة، فهذه الرسوم التى انتشرت فى كل شارع، كانت شاهدا على عام ونصف العام من الثورة. انتهاء الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة كانت ذريعة استند إليها حى الدقى لطمس ذكريات الثورة على الجدران، بحجة إزالة الدعاية الانتخابية لمرشحى الرئاسة غير المشاركين فى جولة الإعادة. حملات تنظيف مستمرة أطلقها حى الدقى لمحو الكتابات والرسومات المطبوعة على الحوائط فى الشوارع الرئيسية والميادين، أمام أبواب جامعة القاهرة وشوارع التحرير والبطل أحمد عبدالعزيز وأحمد زويل، كلها مناطق شهدت غزوا على «جرافيتى» ورسومات 6 أبريل المتعلقة بأحداث الثورة وتبعاتها. حملة حى الدقى تضم سيارة نقل، تقل موظفى الحى وعمالا لدهان جدران الشوارع بألوان تطمس كل العبارات والجرافيتى على الحوائط، «صابر» أحد هؤلاء العمال، لا يدرك أهمية ما يزيله، فقط ينفذ تعليمات صادرة له بدهان الشوارع بلون موحد، يقتنع بما يؤديه، ويبرر: «يعنى عاجبك شكل الشوارع.. شايف بقى إزاى، احنا بنحاول نشيل اللى الناس عملته». «حاجات الثورة دى تاريخ.. ومش معقول هنشيله طبعا» رد نفى به المهندس راضى أحمد، رئيس حى الدقى، ما رصدته «كاميرا الوطن»، مشددا على أن الدهان والتنظيف مقتصران فقط على دعاية مرشحى الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، ودلل على ذلك: «حتى حمدين صباحى.. مارضيناش نشيل الدعاية بتاعته إلا بعد التأكد من خروجه رسميا من الانتخابات».. راضى أكد أن حملات تنظيف الشوراع لم تستثن شارعا، بدءا من الميادين والشوراع الرئيسية، مبررا: بصراحة أصل الشكل العام بقى حاجة وحشة خالص».