رائحة الروث تغلف المكان، حظيرة متوسطة يملكها أحمد سمير، ثلاثينى يعمل فى تربية الماشية، هى رأس ماله، ادخر كل ما يملك على هيئة 25 رأس ماشية، يعمل على تسمينها طيلة العام لتباع فى الأخير إلى القصابين، ليست للتكاثر أو در اللبن، فى الداخل ثمة شاب فى منتصف عقده الثالث يدعى رضا، يقوم على تقديم الأعلاف إلى الحيونات مرتين يومياً، صباحاً ومساء، ، وبشروق شمس يوم جديد، يبدأ عمله فى رفع فضلات الماشية واستبدالها بطبقة من الرمل الأسود، لتباع بعد ذلك إلى الفلاحين كسماد عضوى مفيد للتربة، مهمة تتكرر يومياً. ثلاث وجبات يقدمها للماشية، اثنتان منها علف والثالثة برسيم، كما يروى رضا، يتم خلط «العيش والردة والذرة وقش القمح»، وتقدم هذه الخلطة فى وجبة واحدة، مرتين فى اليوم، صباح كل يوم وعند الغروب، تتخللهما وجبة من البرسيم، حفاظاً على معدة الماشية التى لا تتحمل فى هذه السن هضم العلف فى الوجبات الثلاث. يلفت رضا إلى أن تكلفة إطعام رأس الماشية فى اليوم الواحد تتراوح بين 15و 20 جنيهاً خلال الثلاثة الشهور الأولى، تتضاعف بعدها كمية الأكل ومعها التكلفة المادية بطبيعة الحال، حيث تتراوح ما بين 30 و35 جنيهاً على الأكل فقط، بخلاف التحصينات التى تحمى الماشية من الأمراض والخدمة اليومية التى يقوم بها عمال الحظيرة، وتستمر هذه النفقات على مدار عام كامل، هو عمر رأس الماشية الذى يقضيه بين أروقة المعلف، حتى يصل وزنه إلى 400 كيلوجرام، يعرض بعدها للبيع لكى يتم الذبح. «التحصينات الوقائية ضرورة لحماية الماشية من الأمراض»، بهذه الكلمات، عبر أحمد سمير صاحب حظيرة، موضحاً أن «العجول» يتم تحصينها بعد شرائها من السوق ودخولها المعلف بصفة دورية حتى يتم ذبحها، لأن المرض الذى يصيب العجل يؤثر على بنيان جسده، ويقلل من وزنه، ولذلك نحرص على تحصين «العجول» كل ثلاثة أشهر أو ثلاث مرات على مدار العام، بتكلفة تصل إلى 100 جنيه للعجل الواحد، بينما فى حالة إصابة «العجل» بأى أمراض، خاصة الحمى القلاعية يتضاعف ثمن هذه التحصينات حسب الحالة المرضية سواء كانت متأخرة أو تم اكتشافها مبكراً، وحتى يتم تحديد ذلك، يتطلب الأمر الاستعانة بأحد الأطباء البيطريين لتوقيع الكشف على الماشية ومتابعة حالتها المرضية وتوفير العلاج المطلوب واللازم حتى تمتثل للشفاء، هناك تحصينات أخرى تحقن بها الماشية لمنع التكاثر. تأتى العجول الصغيرة إلى المعلف من الأسواق الشعبية المنتشرة فى معظم محافظات مصر، ولا يتعدى عمرها 4 شهور، بسعر يتراوح مابين 3 آلاف إلى 3.5 ألف بالنسبة للعجل الجاموسى، بينما يصل سعر العجل البقرى إلى 4.5 جنيه، ويرجع الفرق فى السعر كما يقول أحمد سمير صاحب المعلف إلى سرعة بناء اللحوم بالنسبة للعجل البقرى، وارتفاع سعر اللحم البقرى عن الجاموسى بالإضافة إلى قصر الفترة التى يقبع فيها العجل البقرى داخل المعلف حتى يتم بيعه. «السوق نايم والأسعار مولعة»، بهذه الكلمات لخص صاحب المعلف أبرز المشكلات التى يواجهها فى عمله، قائلاً إن الثورة جاءت عليهم بالخراب ووقف الحال، مؤكداً أن نسبة البيع قلت بنسبة 50%، وعندما بدأت الدنيا تتحرك مرة أخرى جاءت الاحتجاجات والمظاهرات لتعيد الكرة من جديد، متهماً الجزارين بالسبب فى زيارة أسعار اللحوم فى ظل غياب الرقابة على الأسواق، موضحاً أنهم لايستطيعون رفع الأسعار، بسبب حالة الركود التى يستغلها التجار، يجبروننا على البيع بأسعار منخفضة، ورغم ذلك نضطر للبيع بهذه الأسعار؛ لأن المواشى تحتاج إلى مصروفات تنفق عليها يومياً، ويصبح وجودها فى الحظيرة رغم تجاوزها الوزن المطلوب، يسبب خسائر بسبب الفلوس التى تنفق عليها. أخبار متعلقة "مرسى بيه.. يا مرسى بيه.. كيلو اللحمة ب 100 جنيه" تقرير ل "الغرفة التجارية" يحذر: استمتعوا بالسيئ لأن "الأسوأ قادم".. واللحوم بين 80 و 100 جنيه قبل "رمضان" أصحاب الحظائر: المبيعات انخفضت 5%.. والثورة جاءت علينا بالخراب.. والاحتجاجات الأخيرة عقدتها مستوردو الدواجن والأسماك: انتظروا 100% ارتفاعاً فى الأسعار خلال الأيام المقبلة بسبب انهيار الجنيه "علاء" يشكو زمن "الضنك" : مرتبى 1400 جنيه "بتسألونى عن اللحمة.. يعنى إيه لحمة؟" مستوردون يتهمون رجال أعمال «إخوان» بالتلاعب فى السوق والأسعار «فاطمة»: نعيش بنصف كمية اللحم المعتادة.. وعمرى ما هاشترى من عربية الإخوان «رجب» عامل مسجد براتب 97 جنيهاً.. «الفول» وجبته اليومية و«الزفر» عظام الفراخ.. وحلمه «بطاقة تموين»