لم أتعجب كثيراً وأنا أتابع تقارير إسبانية تؤكد رحيل البرتغالى جوزيه مورينيو عن قيادة نادى ريال مدريد الإسبانى بعد نهاية الموسم الحالى، وتدهور أحوال الفريق فى مسابقة الدورى الإسبانى، رغم كونه ضمن أفضل ثلاثة مدربين على مستوى العالم فى الوقت الحالى. فالمدرب البرتغالى الملقب ب«special one» أو «الاستثنائى» ارتكب الخطيئة الكبرى التى أطاحت به من تدريب الفريق بعدما اصطدم بالحارس إيكر كاسياس قائد الفريق، وأجبره على الجلوس احتياطياً للمرة الأولى منذ عشر سنوات خلال مباراة مالاجا بالدورى الإسبانى، ليصاب مورينيو باللعنة ويصبح كالمعتوه الذى أمسك بسلك الكهرباء العارى. والفريق الملكى بما يملكه من لاعبين يقدر ثمنهم ب598 مليون يورو سقط فى تلك المباراة أمام الفريق الأندلسى بثلاثة أهداف لهدفين، وتوالت بعدها الانكسارات للفريق الملكى الذى لم يتبق له سوى بطولة دورى أبطال أوروبا أو كأس ملك إسبانيا للحصول على بطولة هذا الموسم. فمورينيو لم يدرك أنه اصطدم باللاعب الوحيد لذى لن تقبل جماهير النادى الملكى المساس به، وباتت صافرات الاستهجان تطارد المدرب الشهير فى كل مكان بملعب «سنتياجو بيرنابيو». ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أن اللاعبين الكبار أمثال سيرجيو راموس وتشابى ألونسو تضامنوا مع حارسهم الأمين ضد المدير الفنى، وطلبوا من رئيس النادى رحيله لكونه يهدم قوام الفريق. ورغم علاقة مورينيو الجيدة بنجم فريقه ومواطنه كرستيانو رونالدو، فإن ذلك لم يشفع له لدى فلونتو بيريز. هذا الموقف بالتحديد حدث مع حسام حسن عندما كان مديراً فنياً للزمالك عام 2011، لتطيح به الإدارة بعد نهاية الموسم أيضاً. فحسام حسن الذى تولى قيادة النادى الملكى المصرى عام 2009 وأنقذ الفريق من عثرته ليحصل على المركز الثانى فى بطولة الدورى بدلاً من المركز الثالث عشر، وأصبح معشوق اللاعبين والإدارة بسبب علاقته المميزة مع اللاعبين، وبات أيقونة لدى جماهير الزمالك، بنتائجه ونجاحه فى احتواء شيكابالا نجم الفريق وقتها ليسخر جهوده لمصلحة الزمالك. إلا أن حسام حسن ارتكب نفس الخطيئة عندما اصطدم هو وشقيقه إبراهيم حسن مدير الكرة وقتها بالحارس عبدالواحد السيد، الذى يتمسك بكونه ابن النادى وحارسه الأمين، وأى مساس به سيكون على مصلحة الفريق. فالحارس دخل فى نقاش مع إبراهيم حسن حول مستحقات اللاعبين المتأخرة فى الطريق المؤدى لغرف خلع الملابس بملعب «حلمى زامورا» وكاد الأمر يتطور بعدما انفعل الثنائى، وبعد هذه الواقعة بأيام، سافر الزمالك لخوض مباراة الذهاب فى دور ال32 من بطولة دورى أبطال أفريقيا لينال الفريق الملكى المصرى خسارة كبيرة بأربعة أهداف مقابل هدفين. وعاد الزمالك بعدها، وتدخلت الإدارة لاحتواء أزمة عبدالواحد السيد مع الجهاز الفنى، وودع الزمالك بعدها فى مباراة الذهاب التى انتهت بكارثة اقتحمت خلالها الجماهير الملعب واعتدت على لاعبى الفريق الضيف، قبل أن يخسر الزمالك بطولة الدورى لمصلحة الأهلى، وتم تأجيل بطولة الكأس بسبب الظروف الأمنية. فمورينيو وحسام حسن على الرغم من امتلاكهما كل المقومات التى يملكانها كمديرين فنيين -مع اختلاف مستوى المقارنة فنياً- إلا أنهما ارتكبا نفس الخطأ وتناسيا لافتة ممنوع الاقتراب المعلقة لدى كل من كاسياس وعبدالواحد. وأعتقد أن نجاح الحارسين الذى يتزامن تألقهما سوياً مع الفريق الأول فى كل من الزمالك وريال مدريد عام 1999 على الرغم من أنهما كانا ضمن فريق الشباب، وعلى مدار كل تلك السنوات كونا شعبية غير قابلة للتفتيت سواء بين صفوف الجماهير أو زملائهما اللاعبين، لكونهما يحملان شارة القيادة فى الفريق سوياً أيضاً. لذا بشّر مورينيو بمصير حسام حسن، الذى رحل وتولى بدلاً منه حسن شحاتة بحجة أنه ابن النادى، فهل يعود ديل بوسكى مدرب منتخب إسبانيا الفائز بكأس العالم 2010 وأمم أوروبا 2012 لقيادة النادى الملكى مرة أخرى؟