«هيباتيا» هو الاسم الذى اختاره عدد من طلبة كلية إعلام جامعة 6 أكتوبر للمجلة الخاصة بمشروع تخرجهم بقسم صحافة، و«هيباتيا» هى أول عالمة فى التاريخ وتخصصت فى الرياضيات والمنطق والفلك وعرفت بفيلسوفة الإسكندرية، لكن حياتها انتهت بعد تعذيبها وتشويه وجهها فى الإسكندرية على يد بعض الكهنة الذين رأوا فى أفكارها نزعة وثنية. اختيار الاسم كان له أهميته ودلالته الخاصة كما يحكى مينا فؤاد يوسف الطالب فى الفرقة الرابعة والذى يبلغ من العمر 22 عاما، فالفكرة الأساسية التى تهدف إليها المجلة هى محاربة الهوس الدينى: «المجلة مهتمة بالفكر العلمانى وفصل الدين عن الحياة السياسية، واخترنا اسم «هيباتيا» لأنها شخصية مصرية قتلت بسبب التطرف الدينى لمجموعة متشددة من الرهبان فى الإسكندرية، وإحنا ضد دخول تيارات متأسلمة لحكم مصر، ونرفض أن يكون الحكم دينيا أو عسكريا». ورغم رفض إدارة الكلية الاسم فى البداية واختيارها اسم «نور» بدلا من «هيباتيا».. إلا أن الطلبة أصروا على هذا الاسم، حتى وافقت الكلية عليه. طبيعة موضوعات المجلة مختلفة نوعا ما، وترفض فكرة أن يكون الجميع متشابهين فى الأفكار والمواقف، فشخصية العدد فى المجلة «فرج فودة» الذى قتل فى تسعينات القرن الماضى بسبب أفكاره عن العلمانية وفصل الدين عن الدولة، بالإضافة إلى موضوع آخر عن مصطلح «العلمانية» الذى يُفهم دائما بشكل خاطئ مما يجعله معادلا للكفر والإلحاد، ويقول يوسف: «دائما يتم الاستشهاد بتجربة فرنسا باعتبارها من الدول العلمانية، رغم أن فرنسا تحديدا طبقت أكثر أنواع العلمانية تطرفا، ولا تعتبر مقياسا أساسيا للمفهوم». مجموعة من الحوارات المهمة تخرج بها المجلة، مثل حوار مع الأديب علاء الأسوانى، وآخر مع سلفيى كوستا، وثالث مع باسم هيكتور الذى يمثل بشكل أو بآخر الجانب «القبطى» من السلفيين، بالإضافة إلى حوارات مع الإعلامى خالد منتصر والدكتور محمد أبوالغار، إلا أن إدارة الكلية اعترضت على حوار واحد فقط مع المفكر وسيم السيسى بسبب بعض الآراء التى رآها المشرفون على المجلة غير لائقة، رغم أن الحوار مسجل بالكامل، مثل قول «السيسى» إن اعتبار مصر دولة عربية إهانة لتاريخها.