«الجندى المجهول»، وصف يليق بمن أسس صفحة «كلنا خالد سعيد» على موقع فيس بوك، فى العاشر من يونيو عام 2010، بعد مقتل خالد مباشرة، وكيف لا وهى الصفحة التى ساهمت فى صناعة أحداث سياسية وشهدت ردود أفعال على أخرى؟ إذ يصل عدد مشتركيها من أعضاء موقع التواصل الاجتماعى إلى نحو 2 مليون و162 ألف مشترك، يسجلون آلاف التعليقات والمشاركات اليومية. وبعد ثورة يناير، تضاربت الأقاويل حول شخصية مؤسس الصفحة الأشهر على فيس بوك بين المتصفحين المصريين والعرب، هل هو وائل غنيم، مدير تسويق جوجل بالشرق الأوسط، أم هو عبدالرحمن منصور، الذى تم تجنيده فى القوات المسلحة بالتزامن مع الثورة؟ عبدالرحمن منصور، الشاب العشرينى، هو ناشط سياسى، بدأ رحلته فى العمل السياسى مبكرا بتوثيق أحداث التزوير فى الانتخابات الرئاسية فى 2005، بل إنه تعرض للاعتقال فى أمن الدولة لمدة خمسة أيام، أثناء توثيقه للتزوير فى انتخابات المحليات فى 2008. وعن التضارب فى الأقاويل حول المؤسس الحقيقى لصفحة «كلنا خالد سعيد»، يقول «عبدالرحمن» بنبرة حاسمة: «وائل غنيم هو مؤسس الصفحة، لكنه استعان بى بعد 3 أيام من تأسيسها بعد زيادة عدد مشتركيها إلى نحو 100 ألف عضو فجأة». بدأت علاقة «عبدالرحمن» بوائل غنيم، عبر العالم الافتراضى أيضا، من خلال العمل على إدارة صفحة الدكتور محمد البرادعى على فيس بوك، «كنا أصدقاء على الإنترنت وتعرفنا على بعضنا من خلال أصدقاء مدونين، ولم نلتق على أرض الواقع سوى بعد الثورة، فى إحدى إجازاتى من الجيش». ويضيف «عبدالرحمن»: «إحنا الاتنين كنا عايشين فى السعودية، وتربينا هناك، ورجعنا مصر لدخول الجامعة»، ليشير إلى أن حياة الترف لم تمنعهما من الإحساس بفقر الناس وبطالة أبناء جيلهما. ويرجع «عبدالرحمن» التضارب الذى حدث عن دوره ووائل غنيم فى الصفحة، إلى أنه تم تجنيده فى الجيش قبل ثورة يناير بخمسة أيام، فيقول إن «أهالى الشهداء والقوى السياسية اللى ناضلت فى الشارع بعد كده، هم الأحق بالتكريم منى ومن وائل غنيم». وفى الذكرى الثانية لاستشهاد خالد سعيد، دعت الصفحة إلى عدة فعاليات، منها وقفة احتجاجية وعرض مقاطع فيديو أمام بيت خالد سعيد. مقاطعة انتخابات الرئاسة موقف اتخذه «عبدالرحمن» فى الانتخابات بجولتيها، ويبرر ذلك بأن «مينفعش أختار بين مرشح شارك فى موقعة الجمل، ومرشح امتنع عن دعم الثوار فى موقعة شارع محمد محمود»، ويضيف مؤكدا: «كافة ميادين مصر فى المحافظات هى القادرة على تغيير الواقع الذى نعانيه الآن».