عندما تطلب امرأة الطلاق بعد شهر أو شهرين من زواجها، فإن المجتمع ينظر للأمر بعين الريبة والإكبار، ومن التفسيرات التى تأتى على دماغ المواطن أمام هذا الحدث غير العادى أن يقول: «الرجل الذى تزوجته لم يملأ عينيها»، إذ يكفى بذلك سبباً لوقوع الطلاق السريع بعد الزواج. وعلى رأى الشاعر المبدع أمل دنقل: «كيف تنظر فى عينى امرأة.. أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟.. كيف تصبح فارسها فى الغرام؟». الدكتور «محمد مرسى» تم انتخابه رئيساً لمصر منذ سبعة شهور، عقد قرانه على «المحروسة» بعقد شرعى موثق لا مراء فيه، لكن «العروس» الآن فى حالة ثورة عليه، وليست ثورتها وليدة اليوم، بل يمكن التأريخ لها بانتهاء أول مائة يوم من حكمه، بعد أن خذلها فى تحقيق وعوده فى توفير الأمن، ورغيف العيش، والبنزين والسولار، وأنبوبة البوتاجاز، والنظافة. منذ تلك اللحظة بدأت «العروس» تطالب بالطلاق، فلما أبى، وتمحك بأنه عقد عليها عقداً شرعياً، وأن العصمة فى يده، وأنه يستطيع أن يدوخها السبع دوخات حتى يعطيها حريتها، ما كان من المسكينة إلا أن بدأت رحلة مطالبة ب«الخلع»، بعد أن وجدته يفرض عليها نفسه فرضاً، رغم تأففها منه. الآن تخرج «العروس» عارضة على محكمة التاريخ السبب الجوهرى لطلب «الخلع». وهو أن «العريس لم يملأ عينيها»، فكيف تأمن مصر على نفسها، ورئيسها عاجز، فاقد القدرة على تخصيب أرضها بقرارات تنفعها؟، كيف تأمن وهى ترى العريس غير قادر على اتخاذ قرار، دون العودة إلى أهله وعشيرته؟، وعندما يهرول إلى بيتها فى الاتحادية ليعلمها بما قرره فإنه يفشل فى فرض قراره على أحد، بداية من إغلاق المحلات فى العاشرة مساء، وانتهاء بفرض حظر التجول على إقليم القنال الشهيد، من الساعة التاسعة مساء وحتى السادسة صباحاً، وأمام عجزه واستخفاف الناس بكل قرار يتخذه لم تعد العروس قادرة على الاطمئنان إلى وجوده فى حياتها، لأنها لا تجد فيه ما يملأ عينيها!. كيف تأمن العروس على نفسها والعريس لا يستطيع حمايتها أو أن يطارحها الغرام، «كيف ترجو غداً لوليد ينام»؟. العناد لا معنى له، وعليه أن يستجيب برجولة إلى رغبتها فى «الخلع»، فليس من اللياقة أن يفرض نفسه عليها وهى لا تريده، وليعلم أن أية محاولة من جانبه لفرض نفسه أكثر من ذلك سوف تسىء إليه، خصوصاً إذا لجأ إلى دعوتها ل«بيت الطاعة»، ليجمع أهله وعشيرته لينهالوا عليها هدماً وسحقاً، عليه أن يفهم أن العروس لم يعد يلوى ذراعها شىء، حتى ولو كان بيت الطاعة، وإذا فعلها فسوف يجد ملايين من أهل العروس يذيقونه من وبال أمره هو وأهله وعشيرته و«اللى يشّدد لهم»!.