وجود الإسماعيلية على بحيرة التمساح بين بورسعيد والسويس أكسبها وسطية جغرافية انعكست على شخصية الإسماعيلاوى، فهو شخص يميل إلى الوسطية، وكثيراً ما يوصف بأنه «حقانى»، كما أن لديه قدراً كبيراً من الاعتزاز بنفسه وبشخصيته، فهو شخصية صارمة جداً يقود الآخرين ويكره تكميم الأفوه، ولغة الحوار لديه الطريقة الأمثل لإقناعه. أما فرض القرارات والتعامل معه بتجاهل فيعطى نتيجة عكسية، وأكبر دليل على ذلك هو التعامل وقت حظر التجول عندما أحس أن ثمة لغة تعال معه فى قرار الحظر فرفض القرار غير عابئ بالعواقب، ونزل الشارع بشعار «نازلين من بيوتنا.. ناوين على موتنا». الجزء المعمارى أيضاً كان له تأثير، فالإسماعيلية كانت تسمى قديما «باريس الشرق» بسبب مبانيها القديمة المبنية على طراز الفيلات، كما أن انتشار الخضرة ووجود عدد من البحيرات أكسب الشخصية الإسماعيلية عدداً من السمات أعطتها جمالاً من نوع خاص يظهر بوضوح من خلال حبها للحياة واعتدادها الشديد بنفسها. كما أن البعد التاريخى لا يمكن تجاهله، فخوضه الكثير من المعارك -بدءاً من «التل الكبير» ثم العدوان الثلاثى وحرب 1973- أثر فى شخصيته وجعل صفة «المدافعة والبسالة» من أهم صفاته. والشخصية الإسماعيلاوية تميل أيضاً إلى تحويل الأفكار التى تؤمن بها إلى أفعال، أى أنها شخصية عملية جداً، كما أن إحساسهم بأنهم بلد صغير أكسبهم المزيد من المركزية والإحساس ببعضهم البعض، فقوتهم فى وحدتهم ولا يوجد الكثير من الاختلاف فى المواقف. والمرأة الإسماعيلاوية لها صفاتها الخاصة، فهى شخصية «بيتوتية» تميل للجلوس فى المنزل وتقدس الحياة الأسرية وعلاقاتها الاجتماعية جيدة جداً، كما أنها شخصية مضحية وأظهرت بلاء حسناً خلال الحروب التى خاضتها المدينة وكانت من أكثر الرافضين للتهجير. د. هبة العيسوى أستاذ الطب النفسى كلية الطب جامعة عين شمس. يمكنك مشاهدة الملف التفاعلي على الرابط التالي: http://www.elwatannews.com/hotfile/details/161 أخبار متعلقة: مستعمرة «الدراويش»: «بنعيشها بكرامة.. ولا نقبل أبداً إهانة» الإسماعيلية.. فقراء على شاطئ «نهر فلوس» مدينة الدراويش.. الخضراء المقاتلة ترتدي قميص الدم «مرسى» غيّر فى الطبيعة الإسماعيلاوية قناة السويس.. محور الصراع العالمى الجديد المؤامرة القطرية على قناة السويس سيناريوهات «سيد»: حرب أهلية.. أو عودة إلى حدود «24 يناير»