وافق الفنان فايق عزب على ان يكون المستشار الفنى والثقافى متطوعاً بجامعة قناة السويس بعد ان عرض عليه الامر الاستاذ الدكتور محمد الزغبى رئيس جامعة قناة السويس ، وايمانا من الفنان فايق عزب بدور الشباب الفعال وانة يود مشاركتهم فى اتخاذ القرار ومعرفة ارائهم فى الانشطة التى يودون ممارستها اعلن انة يريد اراء من الشباب فى ما يريدونة فى الجامعة من انشطة فنية حتى يتسنى له ابراز تلك الانشطة بشكل جيد فى الجامعة . ومما كتبه كاتبنا الكبير نحاس راضى عن الفنان فائق عزب منذ عامين تقريباً : ربما لا يعرف الكثير من أبناء الجيل الحالي في الإسماعيلية الكثير عن هذا الفنان الإسماعيلاوي المنتمي إلى الإسماعيلية، عقلا ودما ولحما. وربما لا يعرف أغلب الذين يشاهدونه من أبناء هذا الجيل على شاشات السينما وشاشات التليفزيون والمحطات الفضائية أنه ابن الإسماعيلية نشأة ومولدا، وأنه من هذا الجيل الذي يفخر، ببنوَّتِهِ لهذه المدينة، لا عن تعصب أو جهالة، ولا عن شوفينية ضيقة وغبية، وإنما عن ثقافة وفكر وأفق واع ٍ مستنير.الفنان الإسماعيلاوي محمد فايق عزب، الذي ولد ونشأ في الإسماعيلية، هو أحد كبار الفنانين المصريين، بأدائه العملاق، وقدراته المتمكنة، وحرفيته في الأداء التمثيلي، وهو جدير بتقدير خاص، ويستحق أن يفخر كل إسماعيلاوي بأنه ينتمي إلى المدينة نفسها التي أنجبت هذا الفنان الكبير.إنني أسمع وأقرأ عن الكثير من الشخصيات التي قدمها هذا الموقع، وغيره من المواقع الإليكترونية الإسماعيلاوية، في إطار التعريف بأبناء الإسماعيلية المتميزين، وأعتقد أن فايق عزب أحد الذين يقفون في مقدمة أبناء الإسماعيلية هؤلاء، قيمة وقامة بتاريخه وثقافته والتزامه الفني والفكري.محمد فايق عزب فنان من أبناء الإسماعيلية. عاش في شوارعها، وسكنت جلده روحها الجميلة. أريد أن أقول لهذا الجيل من أبناء الإسماعيلية إن هذا الفنان الذي يشاهدونه كثيرا، في العديد من المسلسلات الناجحة، وفي أدوار عملاقة، متباينة الشخصيات والنماذج الإنسانية، في تنوع كاشف عن قدراته وإمكاناته في الأداء السهل الممتنع، البسيط في صعوبته، الصعب في بساطته، وبطبيعية واضحة، لا يمتلكها إلا كبار الفنانين، ولا يصل إليها سوى العمالقة في فن الأداء التمثيلي، هو من أبناء مدينة، أعطت الإبداع المصري: محمود دياب، تحية كاريوكا، أحمد حسن الشرقاوي، علي الراعي، إسماعيل القاضي، فؤاد طلبة، علي عبد العزيز، نبيل يحيي، وآخرين ربما نسيتهم ذاكرتي الآن. لفايق عزب رصيد ضخم وكبير من الأدوار المسرحية والسينمائية والتليفزيونية، حيث تنوعت الشخصيات التي قدمها وتعددت، تاريخية ودينية واجتماعية وسياسية وكوميدية أيضا. هو فنان كبير ومحترف يستطيع أن يقدم أي دور وأي شخصية، ويستطيع أن يضيف إلى الشخصية ما يثريها ويضع المشاهد في دائرة التفاعل معها. ونحن لا نستطيع أن نحصر كل أدواره وأعماله، في هذه المساحة، لكننا نكتفي هنا بتقديم نماذج من أعماله، نحسب أنها، بحق ودون تجاوز أو قفز على مدلول الكلمة،علامات في تاريخ الأداء التمثيلي.وربما لا يكون محمد فايق عزب، غزير الإنتاج، لأنه صاحب رؤية ووجهة نظر، إلا أن ظهوره متميز، وطلَّتَه واضحة، في الكثير من الأفلام السينمائية والمسلسلات، التي تعرضها القنوات الفضائية العديدة المتخصصة في الدراما التليفزيونية حيث يترك فيها بأدواره بصمة فنان كبير لا تخطئه العين، ولا تفقد تلامسها معه ذائقة أو بصيرة، ولا تنساه ذاكرة، فهو هناك دائما بالكثير، الكثير من الأعمال والأدوار، بحضوره المكثف والكبير، في أدوار لا يستطيع المرء أن يحصيها في هذه الإطلالة السريعة على أعمال مهمة شارك فيها، طوال مشواره الفني، في المسرح، والسينما، والتليفزيون.يقوم فايق عزب، بأداء أدوار صعبة كثيرة، بحرفية الفنان الذي يمتلك أدواته ولغته، وفي أداء غير نمطي، وغير متكرر، وبأساليب متنوعة في التمثيل، وتستطيع أن تكتشف في كل دور، ومع كل شخصية قدرات جديدة، وأسلوبا جديدا، حتى رغم تشابه البيئة التي تنتمي إليها الشخصية..إنه حاضر وعملاق، في دماء على ملابس السهرة، مع العملاقة محسنة توفيق وعزت العلايلي، ومتفوق في مسلسل الوتد مع العملاقة هدى سلطان ويوسف شعبان. وفي فيلم عسكر في المعسكر مع محمد هنيدي وماجد الكدواني. تجده فنانا كبيرا في الشر، وفنانا كبيرا في الخير أو غيره من الأدوار، بتنويعات مختلفة ومتباينة ومتجددة في كل دور، وهنا أو هناك تستطيع أن تكتشف جديدا يقدمه، لكن في كل الأحوال ليس ذلك الأداء النمطي، لا بنفس تعبير العين أو الوجه، ولا نفس اللهجة أو اللكنة، ولا نفس الحركة أو الإشارة أو الإيماءة، على عكس نجوم لهم شعبية كبيرة جدا وطاغية، أسسوها على ثلاثة أو أربعة أفلام، لكنهم لا يملكون سوى أكليشيهات محفوظة، لا يزالون يشتغلون بها بزعامة ساحقة حتى اليوم.وتستطيع أن تقارن قدرات فايق عزب بقدرات غيره من الفنانين في أدوار الفلاحين أو الصعايدة، حيث تكشف اللهجة عن قدرات الفنان وأدواته، وحرفيته. ولعلي أجدني مضطرا إلى مقارنته بيوسف شعبان، في أدوار أبناء الريف (هما من سكان المدن مولدا ونشأة وإقامة).يوسف شعبان فنان عملاق ابتداء من تحفته الرائعة الشهد والدموع، ثم تحفته الفنية الخالدة رأفت الهجان، لكن يوسف شعبان ولا أبالغ مضحك في كافة أدواره التي يتحدث فيها بلهجة أهل الصعيد أو قرى الوجه البحري، مضحك ويدعوك إلى الانصراف عن المسلسل، احتراما لوقتك وعقلك. فجوهر الدراما هو أي أن تصدق الممثل، وأن يجعلك تصدقه، واللهجة هي أسرع ما يصل به الممثل إلى جمهور المشاهدين، إذا أتقنها قبله الجمهور، وإذا تعثر في أدائها، انصرفوا عنه، خاصة إذا كانت الدراما موجهة لأبناء البلد نفسه.يوسف شعبان في جميع أدوار الفلاح أو الصعيدي لا تشعر أنه يفتعل فحسب، بل تشعر أنه يبذل مجهودا كبيرا وشاقا ومتعبا لكي يفتعل، إنه يجاهد اللهجة، ويجاهد الكلمات، ويبذل جهدا قاسيا، ويعافر حتى يقترب من اللهجة، فتجد أوردة رقبته تظهر نافرة وهو يتكلم، ويخرج الكلمات من جوفه وحنجرته بصعوبة ومكابدة، حتى أنك ترثي له خوفا من أن تطلع روحه وهو يتكلم.. ورغم كل ذلك، فأنت لا تصدقه.. هذا اختصار شديد لما أرى عليه يوسف شعبان (العملاق الكبير في أدوار أخرى سوف ينظر إليها التاريخ باعتبارها من أمهات الدراما التليفزيونية العربية)، فتكاد تشفق عليه، بينما هو يضحكك!! على النقيض، تجد فايق عزب، وهو ابن المدينة، لكنه في أدوار الصعايدة، يتحدث اللهجة ببساطة، بلا جهد، ودون افتعال، كأنه من أبناء الصعيد، فتجده متألقا ناجحا، قادرا على أن يجذبك وأن يقنعك،وهو كذلك في جميع أدواره من هذا النوع، ممثل وفنان كبير متمكن من الشخصية، وملامحها النفسية والاجتماعية، وبيئتها. في الوتد كما في عسكر في المعسكر. وانظر إلى فايق وهو يلعب دور الشرير في مسلسل قلب ميت، مع شريف منير وجمال إسماعيل وغادة عادل وسميرة عبد العزيز، قمة في الأداء بعيدا عن المدارس التقليدية لأداء أدوار الشر، والتي عرفناها في المليجي والدقن وأدهم وغيرهم.من أشهر العبارات الخالدة المعروفة عن ستانسلافسكي أبرز وأشهر أساتذة فن الأداء التمثيلي: لا يوجد دور صغير وآخر كبير، فقط هناك ممثل صغير، وممثل كبير.ينطبق هذا القول على الكثير من عمالقة فن التمثيل، ومنهم بغير شك، ودون أي مبالغة فايق عزب، ابن المسرح القومي (المدرسة المصرية الكبيرة لكبار الممثلين) الذي لعب الكثير من الأدوار إلى جانب عمالقة فن المسرح، حيث يحصل الممثل على جائزته من الجمهور، كل ليلة، وفي نفس اللحظة التي يقف فيها أمامهم ليؤدي دوره، فيعرف إذا كان أجاد ونجح، أو تعثر وفشل.نتذكر ستانسلافسكي عندما نشاهد مشهدين ليوسف وهبي في الجزء الأخير من فيلم غزل البنات، خاصة حواره مع ليلى مراد عقب أغنية عبد الوهاب ورائعة حسين السيد لقيتك في السما عالي وانا في الأرض مش طايلك، كذلك اللقطة الأخيرة لمحمود المليجي في فيلم الفتوة، ومشهدين ليحيي الفخراني في الصرخة، وعبد الحليم حافظ، إذا لم تخنني الذاكرة، في إسماعيل ياسين بوليس حربي، وغيرهم من الكبار والعمالقة، الذين لا تحضرني الآن أدوارهم الشهيرة، عندما يقومون بأداء أدوار صغيرة المساحة، أعجبتهم ووجدوا فيها حالة ما تدعوهم إلى الاشتباك معها فنيا. هناك عوامل كثيرة تصنع نجم الشباك أو البطل، منها ما ليس له علاقة بإمكاناته وقدراته ومهاراته. وهناك غير نجم أو بطل من هؤلاء الذين حققوا شهرة لا يستحقونها. محمد فايق عزب، ليس من هذا النوع نجم الشباك، لكنه فنيا خارج هذا التصنيف، لأنه أكبر منه.تستطيع أن تضع هذا الفنان ابن الإسماعيلية بين نخبة من الفنانين الكبار العمالقة، ليسوا أبطالا سينمائيين بالمعنى التجاري، وليسوا نجوم شباك، لكنهم فنانون عمالقة، بحضورهم وأدائهم الفني المتميز الذي يترك بصمة في كل عمل، ويعطونه نكهته ومتعته. وهو عمالقة، بقدر ما ستبقى شخصيات عدة قدموها علامات في تاريخ الفن، من هؤلاء نبيل الحلفاوي، محمد فايق عزب، محمد متولي، ومحمود الجندي، على سبيل المثال. هل يستطيع أحدنا أن ينسى رفاعي في زيزينيا، وبسة في ليالي الحلمية لا يستطيع المرء أن ينسى محمد فايق عزب، ودوره العملاق والخالد في فيلم كتيبة الإعدام، ربما مشهدان أو ثلاثة، إلا أنه يظل علامة من علامات الفيلم، شأنه شأن الممثل/البطل نور الشريف الذي شغل المساحة الأكبر من الفيلم. ولا تستطيع أن تنسى مدير البنك (فايق عزب) في مواجهته لنور الشريف عندما جاءه الأخير، بعد خروجه من السجن، لاجئا يطلب مساعدته، ومحاولا إثبات براءته، فيطرده من بيته لأنه سرق أموال الجنود الذين كانوا محاصَرين في السويس، هكذا ظن مدير البنك (فايق عزب) شأنه شأن الذين شككوا في حسن عز الرجال. ثم وجود فايق في مشهد المحكمة التي برأت عز الرجال، ثم في أثناء خروجه من جلسة المحاكمة إلى بهو دار القضاء العالي، مع نور الشريف، كأنه يعتذر لأنه اتهمه بالخيانة، وهو يحيط به مع المؤيدين لقتلة الخائن (أبو خطوة) الذي سرق، مع غيره من لصوص الحرب، انتصار أكتوبر المجيد!!دوره في ليالي الحلمية صغير المساحة، لكنك لا تستطيع أن تنساه، ولعل ما أعجبه في هذا الدور أنه كان يجسد فيه شخصية أحد الفدائيين في الإسماعيلية (مدينته)، كذلك لا تستطيع أن تنسى شخصيته في المصير مع يوسف شاهين، وغيره من عشرات الأدوار السينمائية والتلفزيونية التي قدمها عزب، طوال تاريخه الفني.أما فيلم ضد الحكومة مع أحمد زكي ولبلبة وعفاف شعيب، للمخرج لراحل العبقري عاطف الطيب، فأنت أمام ممثل عملاق. مساحة الدور ليست كبيرة، لكنه حاضر دائما، حتى في المشاهد التي لا يظهر فيها على الشاشة. أداء فذ إلى جانب أحمد زكي، لا أميل كثيرا إلى أفعل التفضيل، لكنني أقول بارتياح كبير، إنه (زكي) أبرز وأهم وأفضل ممثل مصري في القرن العشرين (أي في تاريخ السينما المصرية حتى الآن). محمد فايق عزب، فنان كبير.سيذكر له تاريخ الإبداع الفني العشرات من الأدوار الناجحة، قدمها عزب في أفلام، غير قليل منها سيدخل تاريخ أفضل الأفلام السينمائية في مصر والعالم العربي. باختياره الذكي لأدواره، وبأدائه العملاق، حفر لنفسه مكانا ثابتا في خريطة الدراما المصرية، مسرحا، وسينما، وفي التليفزيون.مرة أخرى: تحية للفنان الإسماعيلاوي الكبير.