وصف تقرير صادر عن المركز الألماني للإعلام، التابع للخارجية الألمانية، بمناسبة زيارة الرئيس محمد مرسي لألمانيا، العلاقات الألمانية - المصرية بأنها عريقة وتدعمها المصالح المتبادلة، مؤكدا أنه من المنتظر أن تعزز زيارة الرئيس محمد مرسي إلى ألمانيا هذه العلاقات. ونوه التقرير بأن الحضارة المصرية العريقة وأهمية مصر الإقليمية تعتبر مفتاحا للاهتمام الألماني، مشيرا إلى التزام ألمانيا بما وعدت به لمساعدة مصر في طريقها بعد سقوط حسني مبارك، مضيفا أنه "لن تنجح التغييرات في المنطقة إلا إذا نجحت في مصر؛ لأنها دولة أساسية في المنطقة، وتتمتع بدور ثقافي رائد بالنسبة لجيرانها، فضلا عن أنها أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان، وهي بلد ذو ثقل كبير من الناحيتين الاقتصادية والعسكرية، وذو تأثير واسع من الناحيتين الثقافية والسياسية في العالم العربي". وأكد التقرير أنه، من وجهة النظر الألمانية، تعتبر مصر شريكا تجاريا رئيسيا في العالم العربي، ويأتي قبلها فقط الجزائر وليبيا والسعودية، مشددا على أن البضائع التي تصدرها مصر لألمانيا تصل قيمتها إلى نحو 1.7 مليار يورو، وهو مبلغ لا يقل عما تقدمه الدول النفطية المذكورة آنفا. وعن ذلك قال مانفريد تيلتس، من جمعية دعم التجارة الخارجية الألمانية، إن "العلاقات الاقتصادية مع مصر جيدة بصورة تقليدية". وأيشار إلى غرفة التجارة الألمانية العربية كمثال على ذلك: "قبل 60 عاما في القاهرة افتتحت كأول غرفة تجارة خارجية ألمانية في العالم العربي"، مؤكدا أن مصر تحتل موقعا استراتيجيا وتمثل بالنسبة للاقتصاد بوابة إلى المنطقتين العربية والأفريقية، وعموما فإن الاقتصاد الألماني هو ثالث أكبر مورد للسلع إلى مصر، متخلفا بفارق بسيط عن أمريكا والصين. وأكد التقرير أن اعتماد ألمانيا على مصر يمتد إلى الناحية السياسية أيضا، بسبب موقفها البراجماتي المعتدل تجاه إسرائيل، الذي بدأ منذ أواخر سبعينات القرن الماضي واستمر حتى يومنا هذا، وحتى في ظل الرئيس الحالي، إلا أنه توسط بنجاح بخصوص النزاع الأخير بين إسرائيل وفلسطين، وحظي تدخله الدبلوماسي بالكثير من الثناء من برلين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ألمانيا لا تزال لا توجه أي نقد حتى الآن بخصوص الأوضاع في مصر. وأشار إلى أن آمال الجانب المصري كبيرة كما هو واضح بخصوص العلاقة مع ألمانيا، وهذا ما أكده مرسي في تصريحه مؤخرا لصحيفة "فرانكفورتر ألجماينة تسايتونج"، قائلا إنه "يأمل أن يصبح الدور الألماني في مصر والشرق الأوسط أكبر. نحن نتحرك باتجاه بناء علاقة قوية مع ألمانيا". وذكر أن مرسي ليس وحيدا في موقفه الإيجابي تجاه ألمانيا، مضيفا أن "المصريين عموما لديهم موقف منفتح جدا تجاه ألمانيا"، وذلك كما يؤكد الدكتور عبدالحليم رجب، الأكاديمي المصري المقيم في ألمانيا منذ عام 1995، الذي يدرِّس اللغة العربية في جامعة "بامبيرج". ويرى رجب أن العلاقات بين البلدين ستكون أسهل، لأنها لا تعرف أي أعباء تاريخية "على عكس ما هو الحال مع بريطانيا أو أمريكا وتدخلاتهما في المنطقة".**