قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: إن الإخوان أصبحوا صداعا فى رأس واشنطن؛ لأن قرارات الرئيس مرسى وتصريحات قادة الجماعة المتوالية أثارت الذعر بين كبار المسئولين الأمريكيين، وبلغ قلق واشنطن ذروته مع الاضطرابات الأخيرة التى خلّفت أكثر من 50 قتيلاً وأجبرت «مرسى» على استدعاء الجيش وفرض حظر التجول فى مدن القناة. وقالت الصحيفة: إن أكثر ما تخشاه إدارة أوباما هو انهيار النظام السياسى فى مصر، ما يؤدى إلى زعزعة الاستقرار فى المنطقة وربما يسمح بتدفق الأسلحة لحركات أكثر تطرفا فى المنطقة. بينما حذرت مجلة «فورين بوليسى»، البيت الأبيض من استمرار دعمه للإخوان بعد أن فشلوا فى إرساء أسس الديمقراطية، واستخدموا العنف ضد المتظاهرين وحاكموا معارضيهم واستغلوا موارد الدولة لتحقيق مصالحهم، وأضاف كاتب التقرير «إيريك تريجر» أن تجربة الإخوان أثبتت أن الغرب كان واهماً فى حماسه لهم باعتبارهم تنظيماً ديمقراطياً يتبنى مبادئ عادلة، فالجماعة فى حقيقتها منظمة سياسية تستخدم الدين للوصول للسلطة، وأضافت أنه يجب على واشنطن أن تكف عن أوهامها، وينبغى على أوباما أن يركز على تقييد سلوك الإخوان لمنعهم من التصرف وفقاً لمعتقداتهم. وقالت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية: إن ردود الفعل الأخيرة تجاه مرسى تنذر بدوامة من الفوضى يمكن أن تغرى الجيش بالعودة إلى الساحة السياسية مرة أخرى. وأضافت أنه لا توجد، حتى الآن، مؤشرات على قرب تحقق الاستقرار الذى تحتاجه مصر لإنعاش اقتصادها، وليس من الواضح أساساً من يحكم مصر. فهناك 3 قوى رئيسية: مؤسسة الرئاسة، التى تتصرف كامتداد لجماعة الإخوان، وجنرالات الجيش، ومعارضة علمانية مفككة ومنقسمة على نفسها، فضلاً عن برلمان منحل ينتظر الانتخابات، ومؤسسات حيوية مثل الشرطة والقضاء تحتاج للإصلاح. واعتبرت صحيفة «ديلى ستار» أن مرسى وجماعته يطبقون كتالوج الرئيس السورى، بشار الأسد، فى التعامل مع الغضب الجماهيرى بفرض حظر التجول والطوارئ وإطلاق النار أولاً، ثم الدعوة للحوار لاحقاً. وأضافت الصحيفة أنه بدلاً من التعلم من الأخطاء التى ارتكبت فى بلدان أخرى فى المنطقة، تعتمد السلطات المصرية على نفس الأساليب القديمة، مثل تشويه صورة قيادات المعارضة باتهامهم أنهم إرهابيون، أو خارجون عن القانون أو بقايا النظام القديم. وأضافت أن الإخوان مشغولون بتحويل «الربيع العربى» إلى «الكابوس العربى» ويقودون البلاد للهاوية. أما صحيفة «إندبندنت» فذكرت أن حكام مصر الجدد أساءوا التصرف فى اختيار التوقيت المناسب للحكم فى قضية مذبحة بورسعيد. وأضافت أن احتمال اندلاع العنف كان ينبغى أن يكون واضحاً للجميع. وقالت إن أخطاء مرسى وقراراته المرتبكة ترجع إلى قلة خبرته السياسية، وإن «الإخوان» خيّبوا سريعاً الآمال الشعبية فيهم، وفشلوا فى إنقاذ الاقتصاد المريض وتحسين الخدمات العامة والحد من البطالة ووقف العنف فى الشوارع. وتابعت أن كثيراً مما يحدث فى مصر يمكن فهمه فى إطار تقلّبات الفترات الانتقالية الصعبة، لكن الوقت لن يمهل الرئيس المصرى. وقالت مجلة «سلات أفريك»: «إن مرسى يستحق لقب الزعيم الأكثر سلطوية لهذا القرن، فبعد ما يقرب من 7 أشهر من توليه الحكم، مثل أمام العدالة بتهمة إهانة الرئيس عدد من المصريين يفوق كل من حاكمهم مبارك بنفس التهمة خلال 30 عاماً»، وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن شريحة الثوار والليبراليين واليساريين التى صوتت لمرسى تشعر الآن بالغضب والخداع. وتابعت: روح الثورة المصرية السلمية المبهجة تراجعت أمام متظاهرين مقنعين يطلقون على أنفسهم «البلاك بلوك» وهم مستعدون للدخول فى معارك مع الشرطة، وأداء الرئيس شجعهم على ذلك.