بعنوان «هل الحكومة المصرية خبيثة أم غير ذات كفاءة» .. تحدث إيريك تريجر، الخبير بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى عن أزمة العلاقات الأمريكية المصرية بعد قضية المنظمات غير الحكومية، في مقال نشرته مجلة ذا نيو ريبابليك الأمريكية النصف الشهرية. تريجر قال إن قرار الحكومة المصرية بالتحقيق مع المنظمات المؤيدة للديمقراطية بتهم جنائية ومنع العاملين فيها من السفر، لا يحطم خطط ال6 أمريكيين العالقين هناك فقط، بل ويشكل أزمة هائلة في العلاقات بين مصر وواشنطن، وتابع ولكن كيفية استجابة إدارة أوباما تلوح بسؤال لم تتم الإجابة عليه حتى الآن: هل حكومة مصر الحالية تحرض عمدًا على الصراع، أو إنها عاجزة عن إدارة شؤونها الخاصة؟ تريجر يرى ان الإدارة الأمريكية حذرة بعض الشئ في تعاملها مع الأزمة، على الرغم من الضغط الذي تتعرض له من قبل الكونجرس لقطع جزء من المعونة السنوية. وأضاف، أن المشكلة لا تكمن فقط في إن البيت الأبيض متردد حيال خسارة العلاقات الطيبة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المجلس العسكري الذي يحكم مصر منذ الإطاحة بمبارك فبراير الماضي، ولكن المشكلة الحقيقية هي أن إدارة أوباما لم تصدق بعد أن المجلس العسكري هو المسؤول المباشر عن التحقيق ضد المنظمات غير الحكومية. تريجر تابع فبدلاً من ذلك تلقي الإدارة اللوم على مسؤولي الحكومة المصرية الذين من المفترض يتخذون الإجراءات تحت السيطرة الشرعية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأضاف لن تكون هناك استجابة واضحة من البيت الأبيض حتى يحدد ما إذا كانت القاهرة تتصرف بخباثة أو بعدم كفاءة. وقال تريجر إن هذا السؤال لا ينبغي أن يطرح في واشنطن فقط، حيث إن هذا السؤال «يستفز» على حد قوله كل شخص له مصلحة في مصر، بمن فيهم المصريين أنفسهم. وقارن تريجر أزمة المنظمات بمجزرة بورسعيد، التي راح ضحيتها 73 شخصا، وانقسم الشعب بعدها حول الشخص المسؤول عنها، وهل هو المجلس العسكري أو الشرطة أو الاتحاد المصري لكرة القدم. تريجر نقل عن حوار له مع شادي الغزالي حرب: «إنهم يستخدمون نفس السيناريو الذي كان يستخدمه مبارك ليهددنا العام الماضي، عندما قال إما أنا أو الفوضى»، وتابع نقلا عن حرب: «في المباراة السابقة، هتف المشجعون هتافات ضد المجلس العسكري، ولذلك كان هذا عقابًا لهم». وأضاف إن الدليل على تحريض المجلس العسكري على المجزرة، هو ملاحظة الشباب إن الأبواب التي تفصل بين مشجعي الفريقين كانت مفتوحة، وبوابات الخروج كانت ملحومة، بالإضافة إلى إن محافظ بورسعيد ومدير الأمن لم يحضرا المباراة لأول مرة. وقال إن هناك دليل واضح عن تورط المجلس العسكري المباشر في هذا القمع، وعلاوة على ذلك دعمت وسائل الإعلام التابعة للحكومة والتي أصبحت تحت سيطرة المجلس العسكري الأن، مداهمات المنظمات، وضرب مثال بالعنوان الرئيسي لصحيفة الأهرام بعنوان «التمويل الأمريكي يهدف إلى نشر الفوضى في مصر». ولكن تابع تريجر هناك أسباب أخرى تشكك في تورط المجلس العسكري المباشر، فوزيرة التخطيط والتعاون الدولي فايزة أبو النجا طالما طالبت بإن تتمتع وزارتها بالرقابة على المنظمات غير الحكومية، وأضاف لقد كانت هي أول من أظهر غضبه بعد ما منحت واشنطن نحو 54 مليون دولار لجمعيات مؤيدة للديمقراطية غير مسجلة بالحكومة. وأضاف إنه ليس من المستبعد أن تكون أبو النجا هي سعت للأمر دون استشارة أعضاء الحكومة الأخرين، وسخر تريجر بقوله: ولكن في النهاية حصلت أبو النجا على مصدر فخر بمواجهتها لواشنطن، حيث قالت مؤخرًا إن الانتقادات الأمريكية لتصرفاتها وسام على صدرها. وأخيرا، اختتم تريجر مقاله بإن واشنطن لا تزال تحتاج إلى علاقة مثمرة مع عسكر مصر، ولكن فقدان المجلس العسكري للنظام والتفكير السليم، قوض قيمة العلاقة مع أمريكا بشكل ملحوظ. وأضاف إذا ما كان المجلس العسكري يستهدف بشر المنظمات غير الحكومية أو إنه ببساطة عاجز عن إيقاف الآخرين الذين يقومون بذلك، فينبغي توضيح شيئا علاقته مع واشنطن لم تعد تستحق ال1.3 مليار دولار.