هو إعلام الثورة وموثقها، تمحوه السلطة فيزداد إشعاعا، يأبى على الطمس، وخيال مبدعيه يرفض الانهزام؛ لذا لم يفكر «حلمى عبدالمجيد» كثيراً أن يتخذ منه موضوعاً لفيلمه «حيطان».. «الجرافيتى» تلك الرسوم التى نقلت الفن من النخبة إلى «طوب الأرض» جعلت من مشروعه -المفترض عرضه فى العاشر من فبراير المقبل- متسقا مع عبير 18 يوما كانت شرارة الثورة. «أول إعلام مستقل عن الثورة» يتحدث «عبدالمجيد» عن الجرافيتى، معتبرا إياه حقا انتزعه الثوار من خلال استغلال أملاكهم (الحوائط)، الفيلم الذى لا تزيد مدته على 52 دقيقة يرصد الظاهرة الأهم فى ميادين الثورة من خلال صور فوتوغرافية التقطها شريف عبدالمجيد، كاتب السيناريو، عايشت أهم «حيطان» التمرد التى نقلها بكاميرته، وكذلك من خلال رؤية بعض الأدباء والفنانين عن تلك الظاهرة على رأسهم الأديب علاء الديب والفنان التشكيلى محمد عبلة، يتبسم ثغر «عبدالمجيد» وهو يحلل رسوم الحوائط التى تؤرخ للثورة: «حلة من التعبير التلقائى.. عاملة زى اللى بيتصل ببرنامج عشان يقول رأيه.. بس ده رأى على الحيطة». فكرة الفيلم برزت فى رأس المخرج بعدما سقط إعلام الدولة الرسمى فى فخ الوقوف إلى جوار الرئيس المخلوع حين لفق الحقائق أيام يناير متهما الثوار بالعمالة، فيما وجد «حلمى» ضالته فى الجرافيتى الذى يعبر عن حقيقة الثوار بكلمات تغنى عن ساعات من البث التليفزيونى، بتواضع يقول الرجل الأربعينى: «مفيش حاجة فى الدنيا ممكن توازى اللى اتعمل فى الثورة أو اللى قدمه الشهداء.. بس بنحاول نساهم بالفن على قد ما نقدر». رغم استخدام المصريين لمصطلح «حيطة» تعبيرا عن الجمود، كان الأمر مختلفا بالنسبة لمخرج الفيلم الذى يعتبر أن «الحيطة حياة» حين تتداخل فيها ألوان تنضح بالثورية».