سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
والد «شهاب»: «لو حق ابنى مرجعشى هعمل زى الألتراس.. الدم بالدم» شعر بغصة فى القلب حينما رأى أهالى شهداء آخرين فى موقعة حديثة يحتفلون بالقصاص الذى لم يحصل عليه بعد
أجهزة التنفس الصناعى هى ما تُبقيه على قيد الحياة، خراطيم موصولة بجسده، ودقات قلبه تظهر على ذلك الجهاز الذى يجاوره، الذى يُصدر نغمة بشكل منتظم، الجميع هُرع إليه، فذلك الصوت لم يعد مسموعاً بعد، وتلك الخطوط المتعرجة تحولت إلى خط مستقيم، كان ذلك يوم الثلاثاء 1 فبراير 2011؛ ظل 4 أيام كاملة داخل تلك الغرفة، بعد إصابته بطلق نارى فى الرأس يوم جمعة الغضب 28 يناير، اخترق المقذوف جمجمته من الجهة اليسرى وخرج من اليمنى، الممرضة «حنان شوبير» بمستشفى قصر العينى، حاولت الاتصال بالأطباء مخاطبة إياهم: «شهاب قلبه وقف»، لحظات وجاءت الأسرة مُتشحة بالسواد، والدموع تنهمر من أعينهم، الوفاة قد أعلنت، وحان وقت تجهيز الجثمان حتى يرقد فى مثواه الأخير ويُكرم. وبينما كان يقوم الممرضون بإجراءات الغسل، جحظت أعينهم فكادت تخرج من حدقاتها، فالميت دبت فيه الروح مرة أخرى، رفع يديه الاثنتين ثم مسح بهما جبهته وكأنه يتيمم، ثم نطق الشهادة، ارتسمت الابتسامات على الوجوه، وسرت الدماء فى عروقهم بعد أن جفت، ونقلوا الجسد على جهاز التنفس الصناعى مرة أخرى، إلا أنها لم تمر سوى أيام حتى أعلنوا الوفاة النهائية ل«شهاب» ذلك الشاب قوى البنية عريض المنكبين، بعد أن فشلت محاولاتهم فى إعادته مرة ثالثة إلى الحياة. فيديوهات تداولها الكثيرون ليوم جمعة الغضب، ظهر فيها «شهاب» يرتدى «زُنظاً» على رأسه، بجوار مسجد عمر مكرم ظل يهتف، ويحارب قوات الشرطة مع الثوار، الأدلة موجودة ومُتاحة للجميع، لكن القاتل ما زال غامضاً أو مسكوتاً عنه، هكذا يقول والده «حسن»: «الشهداء كتبوا تاريخهم بالدم.. ومستحيل حد يزور تاريخهم»، طلب هو وباقى أهالى الشهداء محاكمات ثورية لتحقيق القصاص من القتلة والمجرمين وقناصة وزارة الداخلية، إلا أن الحكومة أقنعتهم وقتها: «عاوزين نخليها محاكمات عادية عشان الفلوس اللى هربوها بره مصر ترجعلنا تانى»، من أجل الفقر المدقع خرج الثوار وسقط الشهداء: «إحنا قبلنا عرضهم عشان نعرف ناخد حق ولادنا اللى ماتوا»، لكن الرياح لم تسر كما تشتهى السفن، فالمحاكمات الجنائية تحولت إلى سياسية، انتهت الجلسات وضاع حق «شهاب».. والده ما زالت أعينه تفيض بالدمع وهو حزين، عندما رأى أهالى شهداء مجزرة استاد بورسعيد وهم يُهللون ويزغردون وبفرحون بعدما اقتصوا لحقوق فلذات أكبادهم، بينما ينتظر والد شهيد ثورة يناير القصاص أو الحكم العادل: «إحنا مش هنسكت تانى.. وعاوز حق ابنى يرجع تانى.. وهرجعه ولو بلوى الدراع»، رافعاً الشعار الذى كان من قبل مملوكاً للألتراس «الدم بالدم»: «هعمل زى ما هما عملوا وهقطع خطوط المترو عشان الحق يرجع»، الرجل الأربعينى قتله البكاء على أكسجين حياته بالرغم من مرور عامين على استشهاده: «محدش يقدر ينسى ابنه ودمنا هيفضل محروق لحد ما حقه يرجع.. وهفضل فخور ببلدى». أخبار متعلقة: هؤلاء يطلبون القصاص عائلة «جيكا»: الشهداء فى مصر «كلاب».. بتيجى عربية الصيد تلمهم شقيق «علاء»: «بدوّر على القاتل لأن الحكومة منفّضة» شقيق «جرجس»: «فى عهد مرسى مفيش حقوق هترجع»